-
دخول

عرض كامل الموضوع : اجتماع الاعراب


biomen
25/07/2008, 23:37
إجتماع الأعراب


كان يا ما كان، أيّام الوزير والسلطان، جماعة من العربان، تـُعرف بالغربان، لسواد وجوهها وغياب باقي الألوان، وخبث أصحابها وميلهم للفجور والعصيان، وسعيهم دوما للرذيلة ونكران كل فضيلة، فضاقت الناس من أفعالهم، وتاقت لإبعادهم، والتخلص من أعمالهم، فما كان منهم إلا أن رفعوا أمرهم لحكّامهم، علّهم ينصرونهم... فاجتمع الحكّام "زعماء القبائل"، في يوم ... تعداد الفضائل، وكان يوم من كل عام، فيه تجمع الخاصة والعامة، لِتـُمتدح كل فضيلة قدّمت، وتذم كل نقيصة ابتدعت، وتناقش كل جديدة أظهرت، فلما بدأت علية القوم تشاورها في أمر الساعة، وتحاورها في مشاكل عربان الجماعة، ونقاشها حول الحلول الممكنة لإعادة نشر قيود الطاعة، انتهوا في نهاية الأمر، بعد التدقيق والتحقيق والتمحيص والتخصيص،... إلى أنه لا بد من رفع شكواهم إلى مولاهم... سلطان السلاطين، بالحجة والبراهين، عاشق الحق، ليرى رأيه فيما سيعرضون، .... فلما قدم القوم لمبتغاهم عند مليكهم ، أجلسهم حامي الحمى، في وضع يشبه الدمى، ولم يسأل أحدهم لم؟، ثم أمرهم بالتكلّم والحرص على الاختصار، وحذّرهم من التلعثم أو الانتظار، أو سوء القول أو الاستهتار، ... فبادر كبيرهم فأوجَز، وللأمر أنجَز، وبالحجّة أعجَز...فلما انتهى، بادره السلطان قائلا:...يا هذا ...ما أغباك...!!!

فقيل... لمَ يا مولانا ؟...والرجل كان ندا للبلاغة...

فقال السلطان:...اعلموا يا سادة..أن أي جماعة لا تصيبهم وضاعة إلا لأمر فيه فظاعة، وأنتم أحباب خلاعة،..أنفسكم طماعة، تضعضع القيم، وتذهب الذمم، قد كثر فيكم الجلوط من النساء، وابتليتم بكثرة الخلاطة، وعقولكم سفهت حتى أصبحتم تديرون أموركم بالوساطة، وانشغلتم عن رعيّتكم بيوم التعداد، فكما تكونوا يولّى عليكم، ...اعلموا يا أشباه السادة، أنكم لو اشتغلتم بعدوكم لما صار حالكم على هذا النحو، وكنتم تحفظون بهذا لأنفسكم مهانة الحضور بين يدي، فاجتمعوا ببعضكم وأديروا لي ظهوركم، ورافقتكم السلامة، ليس عندنا لكم من طلب يُلبّى.....

لما سمع القوم هذا الكلام، نكسوا رؤوسهم من شدة الحياء، وقالوا بين أنفسهم أن قد صدق السلطان، فلسنا أهلا للقيادة، ولا نصلح أبدا للسيادة، ولا حمل راية الريادة، فلا بد لنا من الاستزادة من بحور الكياسة والسياسة وفنون الحرب والابادة، قبل الحضور بين يدي صاحب السعادة، فقد ابتلينا بعدو لم نحسب له طول الجهد والعنادة، أما الآن وقد اتهمنا بالبلادة، وضعف التحكم والقيادة، فلا بد لنا إذا من تجريب كرّة الإعادة، علّنا نوصف من جديد بأحباب البطولة والشهادة، وندماء المروءة والشهامة، ....ولم يكمل القوم كلامهم ..حتّى صاح فيهم أحد الأعيان...أن سيروا وفقكم الله لبلادكم وحسّنوا من أوضاع رعيّتكم وكونوا كالآباء عليهم تخشون ظلم النائبات لهم، بهذا تكسبون ودّهم وتعاطفهم وتكاتفهم، وتبلغون مرادكم، وتنتصروا من عدوّكم بسببهم، أما وأنتم تجافونهم وتمنعونهم حقوقهم، ولا تشاركونهم ثروات بلادهم، وتقتلون فحولهم، وتبرئون من قائل الحق بينهم، فوالله إنها لبوادرٌ لنهايتكم ودماركم، وستعلمون أي منقلب ستنقلبون، فاحفظوا مني هذا القول جيّدا، وضعوه موضع السيف على رقابكم، فإنها دوائر الدنيا يوم لنا وأيام علينا.... ولما أكمل هذا الشيخ كلامه صاح الجميع:....نعم الرأي رأيك ..والقول قولك... والمشورة مشورتك، وإنا لمستعدون لتسييس وتنضيج عقولنا لترتبط مع مبادئ الحق، فنحن زعماء القبائل، قد حكمنا من قبل حكم الدكتاتورية العمياء، أما الآن فقد آن وقت حكم العدل والمساواة، والبذل والمؤاساة، والفعل الشريف النظيف العفيف أصبح من الآن عنوان وشعار حكمنا بين رعيّتنا والله على ما نقول شهيد...

لم يمض وقت طويل منذ نهاية هذا الاجتماع، حتّى بدأ الأعيان في الإسراع في تنفيذ وصية الانتفاع، فبدأوا باستبدال عقولهم بأخرى ناضجة، حتّى أتموها كلّها، ثم طفقوا مسرعين لاحتضان رعيّتهم، فبنيت المساكن ودور العبادة والمدارس، وعني بالمساكين والمتشردين، والعجزة والمغبونين، وأنشئت الطرق السريعة، وشيّدت الجامعات الكبيرة، واستزيد في أجرة المعلم حتّى أصبح ينافس مرتب وزيرهم، وعني بتقوية الجند، فحتّم عليهم تناول اللحم مرّتين في اليوم، والفاكهة خمس في الأسبوع، وأجبروا على تحسين مستوياتهم الفكرية والثقافية والعلمية وأيضا الدينية، فتخرّج في زمن قصير جدّا دعاة كثر منهم، ينادون بالفضيلة ونبذ الرذيلة، ....لقد تبدّل حال البلاد والعباد، وأنشئت دار للحكمة فيها تدار أمور العامة والخاصة، وكان لا يشاركهم فيها إلا من ناضل وكافح لينال العلم الكبير، أما غيره فمحرم عليه ذلك لحين بلوغه مرتبة اليقينية العلمية، لقد أصبحت هذه البلاد في زمن قصير جدا متطورة ومهابة الجانب،...... وحين حضرت الغربان لتفسد ثانية وتروع الآمنين مرة أخرى ...هالها ما رأته من تبدل وتغيير كبيرين، فقد أصبحت غير الأرض التي كانوا يعيثون فيها فسادا، ولما أدرك قائدهم ذلك، خاطب أتباعه قائلا:...يا أتباعي المساكين قد شاهدتم بأعينكم كيف أصبحت هذه الأرض التي كانت فيما مضى جبانة ضعيفة، فقد كنا نفعل الأفاعيل ولا أحد من سكانها كان ينهانا، وبقدرة قادر أصبحت على هذا الحال كما ترون، وإني أرى أن مقامنا من الآن فصاعدا لن يكون هنا، لأننا لو مكثنا فيها قليلا سنشهد هلاكنا بأيديهم، فاسمعوا مني الرأي السديد وهلموا نبحث عن أرض أخرى جبانة نعيث فيها فسادا ولا نمكن أهلها من التطور لكي لا يتجرؤون على حربنا وخداعنا كهؤلاء هيا...يا رفاق...فالوقت ليس في صالحنا...... انتهى

نبيل شبانة

passerby_intime
26/09/2008, 12:21
شي حلو

بس تعريف المصدر مهم وموكافي ذكر الإسم بس
ما عندك معلومات عن الكاتب وعن كتابه يلي فيه هالمقتطف؟

.
يسلمو عالموضوع
:D