-
دخول

عرض كامل الموضوع : ميزان اللقاء السوري الفرنسي... فلورنس غزلان


VivaSyria
12/07/2008, 13:16
ألقى الرئيس الفرنسي ساركوزي خطابا في البرلمان الأوربي قبل يومين، باعتباره من المتحمسين للمشروع الأوربي واتفاق برشلونة ، لكن بوادر خراب هذا الاتفاق تلوح في الأفق، خاصة بعد رفضه من الشعب الايرلندي كما حصل من قبل تصويتاً عند الشعب الفرنسي، لكن ساركوزي الساعي للشهرة والباحث عن إبهار الآخرين ويريد أن يصنع لنفسه اسما يسجله التاريخ أو نصراً يحقق غاياته ولو كلفه هذا أثمان باهظة!...لم تفته النباهة وسرعة المبادرة في خلق بديل عن برشلونة واتحادها، فعمد لاختراع جديد سماه في البداية" اتحاد المتوسط"...وكي تدخل بقية الدول الأوربية لأسواقه وتنشر بضاعتها من كل الألوان في منتجعاته العربية والإفريقية بتواطؤ سياسي من حكام تلك الدول!..ثم غُيرت التسمية لتصبح أكثر مرونة " الاتحاد من أجل المتوسط"....يجمع تحت سقفه أنظمة تتناقض بممارستها وتكوينها وثقافتها، كما تتناقض في اقتصادها وقوته...وفي قوانينها واحترامها للقوانين الدولية والتزامها لما وقعته في المحافل الدولية...مما يدفع ميزان هذا التوافق مختلا من طرفيه... لدرجة تبعث على السخرية ...بشكل لا يسمح لهذه الدول الخفيفة الضعيفة...أن تلامس الأرض وتقف على قدميها...بل ترمي حمولتها في يم المتوسط دون أي دراسة أو تحليل...ناهيك عن اختلاف النظرة للمكاسب لدى كل طرف.....الملفت في خطاب ساركوزي، ليس ماقاله وإنما الهجوم الكاسح الذي تعرض له من ممثل حزب الخضر الألمان النائب " دانييل كون بنديت" ..:ـــ ".ستذهب يا سيادة الرئيس للصين في الافتتاح الأولومبي، وتقتسم رغيف الخبز مع رئيس دولة تعتقل المئات من أصحاب الرأي والضمير والساعين للحرية كأهل التيبت...هذا إهانة للإنسان وللأوربيين بصفتك رئيس أوربا في البرلمان الآن"!...حاول ساركوزي الدفاع عن موقفه قائلاً:" لا يمكننا أن نستهين بدولة تمثل ربع الكرة الأرضية ولا أستطيع إلا أن أمثل بلدي أولا، وثانيا بصفة بلدي رئيسة البرلمان الأوربي..ومالبث في المؤتمر الصحفي أن غير من موقفه وطالب دانييل أن يضع أمامه قائمة بأسماء المعتقلين الصينيين، كي يطالب رئيس الصين بإطلاق سراحهم!!!
لقد وجد الصينيون وأهل التيبت من يدافع عنهم في البرلمان الأوربي...ووجدوا من يسعى لإطلاق سراحهم، وأبدى ساركوزي ليونة حيال هذا ... ليست الأولى...لكن هل هناك من يسعى لدى ساركوزي ليطالب بإطلاق سراح معتقلي سوريا لدى بشار الأسد؟
أم سنكتفي بالقائمة التي قدمها كوشنير للمعلم؟ وبنداء المنظمات الحقوقية لساركوزي؟...وهل سيسمع ساركوزي استغاثتنا ، ...كما سمع استغاثة أم " جلعاد شاليت وزيارته لعائلته أثناء وجوده في إسرائيل بزيارة رسمية الشهر المنصرم؟، وكيف وعد على الملأ ، أنه سيسعى لدى الرئيس بشار كي يضغط على حماس من أجل إطلاق سراح شاليط!..لكنه أبدا لم يذكر ميشيل كيلو ولا أكرم لابني ولا علي العبدالله ولا فايز سارة ولا أنور البني أو عارف دليلة...الخ القائمة من معتقلي سورية!
وكيف يمكننا ألا نستغرب ونقارن بين دعوته لبشار وذراعيه المفتوحين باعتبار أن بشار الأسد ابن المتوسط!، وغير ثوب الديكتاتوري ويرتدي اليوم ثوب الدمقس الديمقراطي، بالضبط كما رأى هذا التغيير عند القذافي!!..هل هي رؤية دونكوشيتيه أم حقيقة واقعه وعلينا التسليم بها؟
وطالما أن الناس تغير جلودها بهذه السرعة، لماذا لا يكون هذا التغيير واقعا ملموسا من خلال مطالبة ساركوزي ــ كشرط أولي على أقل تقدير لقبوله بين دول مهما أغرقت في ديكتاتوريتها فهي أكثر رحمة من نظام الأسد؟ ــ
لكن كيف لا نرى بهذه الرؤيا أنها دونكوشيتيه، طالما أن الرئيس الفرنسي أصدر نداء وجهه سابقا لعصابات " الفارك" حين كانت تعتقل إنغريد بيتانكور..وحتى بعد أن أطلق سراحها ... فقد وجه لها نداء لتلقي سلاحها وتعود عن ارتكاب الجرائم واختطاف واعتقال الأسرى...وأنه سيستضيفهم ويفتح لهم فرنسا كباب للتوبة!!
أيعني هذا، أن عصابات الفارك ستصبح بين ليلة وضحاها وتنقلب من عصابات إرهابية إلى ناس متحضرة مدنية تستطيع العيش بحرية كالمواطن الفرنسي؟! ..وكأن أيديهم لم تغرق بدم الأبرياء؟ انطلاقا من هذه النظرة ربما يرى في بشار الأسد الحاكم الحليم؟ ...لماذا إذن لا يطالبه بإطلاق سراح سجناء الرأي والضمير ومعتقلي إعلان دمشق والأكراد المحتفلين بأعيادهم والمطالبين بحقهم كمواطنين فيقدم بطاقة البراءة لدخوله الكنيسة الفرنسية التي تفتح أبواب الاستتابة والتسامح وتمنح بطاقات المصداقية والنزاهة دون حرج!؟

ماذا في جعبة بشار الأسد ليقدمه؟

VivaSyria
12/07/2008, 13:16
ثم ماذا ينتظر ساركوزي من سوريا النظام بعد هذا الشوق للقاء الأسد قبل الآخرين يوم الغد " السبت 12/7 " .
ــ الأسد هو الرابح حسب مفهومه وقبوله، بل ترحيبه لهذا الباب المفتوح على مصراعيه لاستقباله دون ثمن أو مقابل من نظامه، بعد حصار وقطيعة!
* هل تغيرت مواقف النظام داخليا فأصبحت أكثر ديمقراطية وتتقارب أو تتشابه مع الأنظمة الأوربية المرحبة به؟.
* هل تغيرت قوانينه بشكل أثبتت ــ ولو من عهد قريب ــ توافقها أو التزامها بالقوانين الدولية ومواثيقها واحترامه لما وقعه نظامه؟ أو هل أصدر قوانينا تحترم الإنسان في وطنه وحريته..(.قانون أحزاب، جمعيات، إلغاء قانون الطواريء ، إلغاء للمحاكم العسكرية الاستثنائية)...الخ؟
* هل سجل الاقتصاد السوري ارتفاعا ملحوظا ونشاطا وتنمية تجعل الدول الكبرى تتسابق في عقد الصفقات أو الاستثمار في سوريا، بشكل يسمح لشعبها بالتطور ويفتح له آفاقا في العمل وتشغيل اليد العاملة العاطلة ويساهم في تقليص مساحة الفقر وتخفيض درجاته المذهلة والمتدنية؟.
* هل غير النظام من سلوكه وعلاقاته المناطقية واحترم سيادة لبنان أولاــ أم أن اختيار ميشال سليمان رئيسا بعد اتفاق الدوحة الموحى به سورياً يكفي لتسويقه وفتح الأبواب أمامه؟.والدليل أنه حتى اليوم لم يفسح المجال لحكومة الوحدة الوطنية أن تتشكل وترى النور، ويمكن للعراقيل القائمة أن تودي بسلم البلاد إلى الهاوية، وبهذا يفتح مجال العودة السورية وإن من باب غير عسكري كما قال الرئيس السوري!!.
* هل فتح باب التفاوض مع إسرائيل يعتبر بنظر ساركوزي خطوة تستحق المباركة والمشاركة في صنع السلام، ويريد أن يكون عراباً ولو ثانوياً؟ ، لأن ما يطمح له الأسد هو الرعاية الأمريكية والدور الفرنسي سيكون مراقبا أو محتفلاً عند النهاية ، وكيف لنا أن نفسر ماقاله الرئيس الأسد لصحيفة الفيغارو؟:ــ " المفاوضات مع إسرائيل في هذه الفترة يختبر الطرفان نياتهما...بعد ثمان سنوات هناك فقدان ثقة" ! ــ يعني قبل ثمان سنوات كانت الثقة موجودة؟ ـــ...إذن المفاوضات تمتد وتمط حتى يأتي الراعي الجديد في البيت الأبيض لأن هذا الراعي كما قال الأسد في نفس اللقاء :" الإدارة الأمريكية الحالية، غير قادرة على صنع السلام"!
اذن كل مافي الأمر جس نبض وانتظار..تقطيع وقت يعني!!
* ثم وهنا نقطة لابد من أن نوليها قدرا كبيرا من الاهتمام ، هل ستغير أو أبدت نوعاً من التغيير في علاقاتها الإقليمية وانفتاحها على جاراتها العربيات...صديقات الأمس ..أولاً، ثم علاقتها غير المنطقية في خضم صراع القوى وشد الحبال في المنطقة مع إيران بالذات، والتي لا تخفى غاياتها ولا مخططاتها الإقليمية، وما النووي إلا وسيلتها للوصول وفرض السيطرة بالقوة واختراق الحواجز ، التي سقطت وتسقط أمامها بفعل التعاون السوري والحزب الإلهي اللبناني؟!...هنا يمكننا أن نتصور أن سورية تلعب بالورقة الإيرانية لتصيد ما هو اكبر وأثقل عيارا في السوق السياسية، ولن ترمي بالعلاقة مع إيران إلا لتكسب ماهو أهم ، هنا يمكن لفرنسا أن تلعب دورا ربما يخدم الجميع...لكن المهم في الأمر ألا يخطيء الفرنسيون دون أن يتعلموا درسا من الفشل الأمريكي في قراءة المنطقة سياسياً!.
* السؤال الأخير ، الذي أوجهه ووجهته للرئيس الفرنسي، كيف يمكن لمن يمثل الثورة الفرنسية ، أن يقف إلى جانب بشار الأسد في عيد ثورة فرنسا" الرابع عشر من هذا الشهر"دون أن يأخذ بعين الاعتبار اعتراض الكثير من الزعماء السياسيين الفرنسيين وما سطرته صحف ومجلات فرنسا من سخرية حول هذه الدعوة، ومن إهانة تلحق بمبادئها حين تستقبل مَن يحمل مفاتيح سجون أكثر رعباً من الباستيل،" تدمر، عدرا، صيدنايا....الخ"؟

فلورنس غزلان - المرصد السوري