sona78
10/07/2008, 11:38
اشترط الرئيس السوري بشّار الأسد على الإدارة الأميركيّة انفتاحاً سياسياً تجاه دمشق، في مقابل تقديم مساعدة أمنيّة لها في الشرق الأوسط، واصفاً السلوك الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة الجارية مع وفد بلاده بأنه «أكثر جدية من مفاوضات عام 2000».
وفي لقاء أجراه مع عدد من الصحافيين عشية سفره إلى باريس للمشاركة في مؤتمر «قمة الاتحاد من أجل المتوسّط»، كشف الأسد أنه سبق أن حاول إقناع الطرف الأميركي قبل قطع دمشق علاقتها الأمنيّة مع واشنطن، بأنّ بلاده هي من يستطيع «قيادة عملية مكافحة الإرهاب»، لا الجانب الأميركي. وبرّر قطع بلاده لعلاقاتها الأمنية مع واشنطن في عام 2004، بأنّ «كل ما قمنا به من أشياء إيجابية تجاههم كنّا نرى ردّ فعل سلبياً، فقطعنا العلاقات نهائياً، ثمّ حاولوا كثيراً إعادتها، وكان موقفنا واضحاً: لا علاقة أمنية من دون علاقة سياسية، ولا يزال الوضع على حاله».
وكشف الرئيس السوري أنه كان وراء فتح العلاقات الأمنية (مع الولايات المتحدة) بعد 11 أيلول 2001، «لأنه من خلال خبرتنا في مكافحة الإرهاب في السبعينيات والثمانينيات لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من دون تعاون دولي». وذكّر بأنّ هذا التنسيق الأمني من بلاده «أدى إلى حماية أرواح أميركيين في الخليج»، ورأى أنّ المشكلة في التعاون الأمني مع واشنطن هي «أنهم يمتلكون الكثير من المعلومات، ولكن لا يمتلكون المعرفة».
وفي ما يخصّ الانتخابات الأميركية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، شكّك الأسد بأن يسلك أي رئيس يُنتخَب «وإن كان من المحافظين الجدد، طريق (الرئيس جورج) بوش»، لأن هذا «سيعني أنه سيفشل، لذلك سيكون هناك تغيير، ولكن علينا أن ننتظر لنرى حجمه».
على صعيد آخر، وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل أكثر جدية في مفاوضات السلام من عام 2000، تاريخ توقف المفاوضات المباشرة بين البلدين، أجاب الأسد: «إلى حدٍّ ما نعم». غير أنه استطرد قائلاً: «أقولها مع الكثير من الحذر، وخاصة أن تجربتنا مع الإسرائيليين في عملية السلام لم تكن مشجعة في الماضي».
وفي الموضوع نفسه، تساءل الأسد: «هل يملكون القدرة، وخاصة الحكومة، وبشكل أخصّ رئيس الحكومة (إيهود أولمرت) على التوصل إلى السلام؟»، وشكّك في أن يكون أولمرت قادراً على صنع هذا السلام، لأنّ هذه الكلمة «بحاجة إلى مسؤول قوي. هل هو هذا الشخص، لا نعرف. الذهاب إلى السلام أصعب من الذهاب إلى الحرب».
إلى ذلك، ميّز الأسد بين «الوسيط» التركي الذي يقود المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب ودمشق من جهة، وضرورة وجود «راعٍ يجب أن ينغمس بمقترحات وبعملية ضغط» في حال وصول المحادثات إلى الحيّز المباشر.
وكرّر الأسد ما سبق أن لفت إليه في مقابلته مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قبل أيام، إذ اعترف بأنّ الدور الأميركي في عملية السلام «أساسي»، مبرّراً ذلك بأنّ واشنطن هي «القوة الكبرى وعلاقتها مع إسرائيل علاقة خاصة ولا تستطيع أية دولة أوروبية أن تحل محلها».
وعن فهمه لـ«السلام العادل والشامل»، أجاب أنّ ذلك يعني «أن يكون هناك سلام على المسار السوري واللبناني والفلسطيني»، مشدّداً على التفريق بين «توقيع اتفاقية سلام مع سوريا وتحقيق السلام، لأنّ الاتفاقية لا تعني بالضرورة أن يتحقق السلام».
وتساءل الأسد: «ماذا عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين وعددهم نصف مليون في سوريا ونصف مليون في لبنان؟ كيف تحل مشكلتهم؟».
وبخصوص احتمال أن توقِّع دمشق اتفاقيّة سلام مع الدولة العبريّة، أوضح الأسد أنه «إذا قدّمت إسرائيل كل ما تريده سوريا بمعنى إعادة الحقوق السورية كاملة فلا نستطيع القول إننا لن نوقِّع سلاماً».
وفيما وصف الدور الأوروبي في المفاوضات بأنه «مكمِّل للدور الأميركي»، رأى أنّ المشكلة هي كون الولايات المتحدة «لا تفهم ما يحصل في المنطقة»، ليستنتج أنّ «العلاقات الإيجابية لفرنسا (مع واشنطن) تستطيع أن تساعد الولايات المتحدة».
وعن هذا الموضوع، كرّر الرئيس السوري طلبه من باريس أن تكون «دولة فاعلة خاصة في عملية السلام».
وعن عودة الحرارة إلى العلاقات الفرنسية ـــــ السوريّة، أوضح الأسد أنّ «تغيير الإدارة في فرنسا هو وراء تحسن العلاقات» بين باريس ودمشق. وربط التوتّر الذي شاب علاقات البلدين في الماضي، بأداء الرئيس جاك شيراك الذي «أراد أن يربط العلاقات مع سوريا بأشخاص في لبنان»، موضحاً الفارق الذي يظهره نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي «تبنّى سياسة أكثر واقعية».
وركّز الأسد على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائيّة في مجال استخراج النفط وتوريد الطاقة وموضوع النقل، وخاصة الطيران وتفاصيل أخرى بالنسبة إلى تسهيل التجارة بين البلدين».
في مجال آخر، وصف الرئيس السوري المشروع المتوسّطي، بأنه «فكرة جيدة، لكنها غير مكتملة بعد». وأبدى تخوّفه من فشل التجربة، لافتاً إلى أنّ المشروع الحالي «هو تطوير لعملية برشلونة». وعن سبب فشل مسار برشلونة، رأى أنه يعود إلى ابتعاد المشروع آنذاك عن الواقع وهو العملية السياسية، «لذلك نحن أصررنا في موضوع الاتحاد من أجل المتوسط على أن تكون السياسة هي المحور، وهذا بالنسبة إلينا يعني عملية السلام وتحقيق هذا السلام».
من جريدة الاخبار اللبنانية
وفي لقاء أجراه مع عدد من الصحافيين عشية سفره إلى باريس للمشاركة في مؤتمر «قمة الاتحاد من أجل المتوسّط»، كشف الأسد أنه سبق أن حاول إقناع الطرف الأميركي قبل قطع دمشق علاقتها الأمنيّة مع واشنطن، بأنّ بلاده هي من يستطيع «قيادة عملية مكافحة الإرهاب»، لا الجانب الأميركي. وبرّر قطع بلاده لعلاقاتها الأمنية مع واشنطن في عام 2004، بأنّ «كل ما قمنا به من أشياء إيجابية تجاههم كنّا نرى ردّ فعل سلبياً، فقطعنا العلاقات نهائياً، ثمّ حاولوا كثيراً إعادتها، وكان موقفنا واضحاً: لا علاقة أمنية من دون علاقة سياسية، ولا يزال الوضع على حاله».
وكشف الرئيس السوري أنه كان وراء فتح العلاقات الأمنية (مع الولايات المتحدة) بعد 11 أيلول 2001، «لأنه من خلال خبرتنا في مكافحة الإرهاب في السبعينيات والثمانينيات لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من دون تعاون دولي». وذكّر بأنّ هذا التنسيق الأمني من بلاده «أدى إلى حماية أرواح أميركيين في الخليج»، ورأى أنّ المشكلة في التعاون الأمني مع واشنطن هي «أنهم يمتلكون الكثير من المعلومات، ولكن لا يمتلكون المعرفة».
وفي ما يخصّ الانتخابات الأميركية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، شكّك الأسد بأن يسلك أي رئيس يُنتخَب «وإن كان من المحافظين الجدد، طريق (الرئيس جورج) بوش»، لأن هذا «سيعني أنه سيفشل، لذلك سيكون هناك تغيير، ولكن علينا أن ننتظر لنرى حجمه».
على صعيد آخر، وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل أكثر جدية في مفاوضات السلام من عام 2000، تاريخ توقف المفاوضات المباشرة بين البلدين، أجاب الأسد: «إلى حدٍّ ما نعم». غير أنه استطرد قائلاً: «أقولها مع الكثير من الحذر، وخاصة أن تجربتنا مع الإسرائيليين في عملية السلام لم تكن مشجعة في الماضي».
وفي الموضوع نفسه، تساءل الأسد: «هل يملكون القدرة، وخاصة الحكومة، وبشكل أخصّ رئيس الحكومة (إيهود أولمرت) على التوصل إلى السلام؟»، وشكّك في أن يكون أولمرت قادراً على صنع هذا السلام، لأنّ هذه الكلمة «بحاجة إلى مسؤول قوي. هل هو هذا الشخص، لا نعرف. الذهاب إلى السلام أصعب من الذهاب إلى الحرب».
إلى ذلك، ميّز الأسد بين «الوسيط» التركي الذي يقود المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب ودمشق من جهة، وضرورة وجود «راعٍ يجب أن ينغمس بمقترحات وبعملية ضغط» في حال وصول المحادثات إلى الحيّز المباشر.
وكرّر الأسد ما سبق أن لفت إليه في مقابلته مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قبل أيام، إذ اعترف بأنّ الدور الأميركي في عملية السلام «أساسي»، مبرّراً ذلك بأنّ واشنطن هي «القوة الكبرى وعلاقتها مع إسرائيل علاقة خاصة ولا تستطيع أية دولة أوروبية أن تحل محلها».
وعن فهمه لـ«السلام العادل والشامل»، أجاب أنّ ذلك يعني «أن يكون هناك سلام على المسار السوري واللبناني والفلسطيني»، مشدّداً على التفريق بين «توقيع اتفاقية سلام مع سوريا وتحقيق السلام، لأنّ الاتفاقية لا تعني بالضرورة أن يتحقق السلام».
وتساءل الأسد: «ماذا عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين وعددهم نصف مليون في سوريا ونصف مليون في لبنان؟ كيف تحل مشكلتهم؟».
وبخصوص احتمال أن توقِّع دمشق اتفاقيّة سلام مع الدولة العبريّة، أوضح الأسد أنه «إذا قدّمت إسرائيل كل ما تريده سوريا بمعنى إعادة الحقوق السورية كاملة فلا نستطيع القول إننا لن نوقِّع سلاماً».
وفيما وصف الدور الأوروبي في المفاوضات بأنه «مكمِّل للدور الأميركي»، رأى أنّ المشكلة هي كون الولايات المتحدة «لا تفهم ما يحصل في المنطقة»، ليستنتج أنّ «العلاقات الإيجابية لفرنسا (مع واشنطن) تستطيع أن تساعد الولايات المتحدة».
وعن هذا الموضوع، كرّر الرئيس السوري طلبه من باريس أن تكون «دولة فاعلة خاصة في عملية السلام».
وعن عودة الحرارة إلى العلاقات الفرنسية ـــــ السوريّة، أوضح الأسد أنّ «تغيير الإدارة في فرنسا هو وراء تحسن العلاقات» بين باريس ودمشق. وربط التوتّر الذي شاب علاقات البلدين في الماضي، بأداء الرئيس جاك شيراك الذي «أراد أن يربط العلاقات مع سوريا بأشخاص في لبنان»، موضحاً الفارق الذي يظهره نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي «تبنّى سياسة أكثر واقعية».
وركّز الأسد على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائيّة في مجال استخراج النفط وتوريد الطاقة وموضوع النقل، وخاصة الطيران وتفاصيل أخرى بالنسبة إلى تسهيل التجارة بين البلدين».
في مجال آخر، وصف الرئيس السوري المشروع المتوسّطي، بأنه «فكرة جيدة، لكنها غير مكتملة بعد». وأبدى تخوّفه من فشل التجربة، لافتاً إلى أنّ المشروع الحالي «هو تطوير لعملية برشلونة». وعن سبب فشل مسار برشلونة، رأى أنه يعود إلى ابتعاد المشروع آنذاك عن الواقع وهو العملية السياسية، «لذلك نحن أصررنا في موضوع الاتحاد من أجل المتوسط على أن تكون السياسة هي المحور، وهذا بالنسبة إلينا يعني عملية السلام وتحقيق هذا السلام».
من جريدة الاخبار اللبنانية