-
عرض كامل الموضوع : ام حسـّان
The morning
05/07/2008, 07:14
كانت تجلس الى طرف الرصيف منحنيه كـكعه العيد و تسند رأسها لمثقل فكرا الى عامود كتب عليه " خـطر الموت " لكنّ ام حسـان لم تكن من الذين يهتمّون لهذه العبارات فلا خطر اكثر من خطر الحرب و لا موت اكثر من موت الحرب . كـانت الحرب قد وشمت على زنود ام حسّان عدد من القبل و العديد من الزكريات البارزه .
الى جانبها كانت تجلس كل عصافير السماء المتعبه و التي تتدافع كجماعه تقصد قوتها هربا من الطوفان فهناك كان الخباز يقف صباحا و قد ترك للعصافير غدائهم المعتاد .. لم تكن العصافير و الحمائم تخشى ام حسّان فلقد اعتادو على رائحته ملابسها السوداء الواسعه المفعمه تعبا و فقرا و اعتادو على اصابيعها التسعه السمراء تحملهم , تلاعبهم و في بعض الاحيان تكلمهم , و انهم على اغلب الظن اعتادو على احاديثها , فهي لا تلجأ عاده الى تغيرها . تتكلّم عن الله و ابنها و الوطن , و بعد الانتهاء من الحديث عن الوطن تبدأ مجددا بالحديث عن الله . و في بعض الاحيان فقد تتحدّث عن شيئ اخر كما حدث اليوم , فإن حديث ام حسـّان اليوم كان يحتوي على الكثير من الرموز و الاشارات الجديده تحدثت عن شيئ يدعى الحب و ابا حسّان فاليوم كان الذكرى العشرون على وافته و ارادت امّ حسّان ان تخرج بحثا عنه كما هي عادتها في كل سـنه لكنها في هذه المرّه قررت ان تؤمن انّ ابا حسّان لم يكن بعائد اليها و بدأت تسب و تشتم عندما قال لها الخبّاز صبحي انها يجب ان لا تفكّر فيه مجددا لانّه الان في الجنّه يقضي وقته مع حوريه اجمل منها و لا يفكر فيها و لا في مشاكلها و همومها التي هي حتّى اليوم تكتبها على دفتر صغير سود تخبّئه في صدرها لتخبر ابا حسّان بكل ما حصل معها في غيابه .. لم تكن امّ حسان تثق بان ابا حسّان سيقرب امرأه اخرى حتى و ان كانت اجمل منها و ذات شعر ذهبي و روائح و مساحيق من التي يبيعونها ليجعلو من النساء يظهرن كالدمى . كانت في الكثير من الاحيان تتسائل ان كانت هي جميله حقا .. و احيانا اخرى تحاوّل ان تتزكر تفاصيل وجهها منذ اخر مرّه نظرت الى المرأه فيها قبل ان يخرج حـسّان , هي تزكر جيدا تفاصيل ذلك اليوم فقد كان يوم اثنين و كانت الساعه قد قاربت الرابعه عندما دخل عليها و طلب اليها ان تقوم بضبّ كل احتياجاته في صندوق محكم الاغلاق لانّه سيخرج و لن يعود قبل عدد مطوّل من الايام , تزكر تماما عرقه الساخن و لهاثه المنقطع كأزرار قميصه و عيونه تحاول الّا تخبرها الحقيقه و اخيرا قبلته على جبينها .. كانت امّ حسّان تعلم انه لم يكن بعائد اليها فتلك القبله كانت تشبه القبل الاخيره على جباه كل الامهات في تاريخها ..
يتـــبع ..
يمان Rooooonaldo
05/07/2008, 17:39
معك .. :D
whiterose
05/07/2008, 18:34
me 2 :D
سوا ربينا
05/07/2008, 19:11
متابع ,,,:D
The morning
05/07/2008, 20:10
قد قاربت الشـمس على المغيب و لم يأتي الباص بعد , مما اثارقلق ام حسـّان كأم عادت الى العش و لم تجد صغارها فـالسـائق محمود يلبس ثـوب حسـّان في اعينها ليـجعلها تخاف عليه و تخاف منه و يجعلها تشـعر بالانتماء الى شيئ ما في هذا الفضاء الكوكبي. لم تكن من عاداته الّا يخبرها ان كان قد رسم برنامجه اليوم على مواعيد جديده و احتياجات لا تدخل ضمن روتين قوته اليومي, بدأت تفكر و تفكر و تسأل الله ان ينصرف عنها اليه . و بينما كانت تكلّم احد الطيور عنه سـمعت صوتاً يناديها في مكان ما فبدأت تبحث عن الصوت و تتلفت كي تحاول التقاط الاشاره ., الى ان رأت شـابا يرتدي قميصا ً اسـود و زيّا شـبابيا يلبسه لجميع تسمـيه ام حسّـان الزينج فهي لطالما حاولت ان تلفظه كما يفعل محمود و اخوه يوسف لكنها لم تكن تؤمن ان هناك فارق كبير بين اللفظين لزا كانت في كلّ اخر محاوله تضحك عاليا ً و تقول ان الشـيطان يـسكن لسانها .
بدأ الشـاب يقترب منها و هو يلهث انفاسه باسمها , ام حسـّان امّ حسـّان و عندما بات قريبا كي تفـهمه جـيدا اخبرها دون تخطيط للحفاظ على قلقها , بأن الشـرطه احتجزت باص مـحمود لانّه كان يحمل على ظهره مفـروشات و هذا ممنوع فرخصته كانت تكفيه فقط لايصـال الاشخـاص و لا تكفيه عيشا . ام حسـّان لم تفهم ما حصل و لكن كلمه " الشـرطه " كانت كفيله ان تخبرها بأنّه كان حدث جلّ. حملت ثقلها و اسندته الى عامود الكهرباء قليلا و الى يد الشاب قليلا ثمّ سألته بـصوت يخشى من سـماع الاجابه : هل سيـعتقلونه ؟ فضحك الشاب و قال : لا تخافي لا تخافي, لن يعتقلونه لكنّه سـيحتاج لسدّ المخالفه بدفع مبلغ مالي .
ام حسـّان لم تفهم ايضا لكنها فضلت ان لا تفهم اكثر من انّه لن ينام في تلك الغرفه الضبابيه فهي حتّى اليوم تخشى من ان تزكرها و تزكر الامها السـوداء فيها . انا احمد قاطع الشاب خوفها :وعدت محمود بأن اوصلك سـليمه الى المنزل فهـيا معي . سـارت ام حسـّان مع هذا الشاب المدعو احمد خائفه من كل شيئ و من كل مكان , متلفته حولها و كأن الله قد سمع لصلاتها و انصرف عن حمايتها ..
يــتبع
مرة حكيت وبرجع بقول :
انو القصص او القصائد المميزة كتير هي يللي بتخلينا نتخيل احداثها كـ صور مرئية.
اسلوب السرد حلو ..
بس شغلة ..بما انو البعض ما بيحب نقلو الاخطاء الاملائية..(في ظل الكتابة بالفصحى)
لهيك ما اقتبست بعض الاغلاط الاملائية وعطيتك تنويه بسيط عنها..
و متابعة معك
fernanda bachchan kfoury
05/07/2008, 20:37
متابعة...:D
The morning
05/07/2008, 22:44
مرة حكيت وبرجع بقول :
انو القصص او القصائد المميزة كتير هي يللي بتخلينا نتخيل احداثها كـ صور مرئية.
اسلوب السرد حلو ..
بس شغلة ..بما انو البعض ما بيحب نقلو الاخطاء الاملائية..(في ظل الكتابة بالفصحى)
لهيك ما اقتبست بعض الاغلاط الاملائية وعطيتك تنويه بسيط عنها..
و متابعة معك
بتـشكرك عالمديح بدايه ..
امّا بخصوص الاغلاط الاملائيه , ما بزعل و ما عندي مشكله تقولي بس فيـكي تسلمي بالامر الواقع بكل بسـاطه :p .. انا شـخصيا سـلّمت بالقصّه , املائيا بغلط كتير و دائما و بكل اللغات -عربي \ عنكليزي - يعني مافي مجال كتير سـيطر على هي الشغله يمكن لاني ما بعطيها كتير من الاهميّه :) .. يعني هي اريح لنظر المتلقي لكن طالما عم يفهم الفكره فما بحسها بلّشت تصير مشكله بعد, لذلك ما بحط مجهود على انّي دقق على الاملاء بـشكل صـحيح طالما بعدها في نطاق المفهوم .. لمّا رح بتبلش تصير مشـكله بيني و بين المتلقي اكيد رح بشتغل اكتر عليها .. شـكرا بكل الاحوال
مسطول على طول
05/07/2008, 23:00
معك ومع ام حسان عاملتنا دراما مورنغ , يرحم ايام ابو أم حدو شو كانت بنت بلد
The morning
06/07/2008, 09:32
كـلو متابعه متابعه حدن يعطي رأيو :frown:
معك ومع ام حسان عاملتنا دراما مورنغ , يرحم ايام ابو أم حدو شو كانت بنت بلد
ههههههههههههههههههه ..
كـلنا ولاد البلد ;-)
The morning
06/07/2008, 20:16
كانت امّ حسـّان تزحف ذكرياتها المخيفه بعيدا .. تحاول الا يلاحظ احد متاهه الاصوات في مساحه فكرها .
و فجأه كادت تبكي فأمسكت بشفاهها و كان ذلك الصوت المنذر بأن شيئ ما يلعب خلف المكان , نظر اليها احمد فأمسك بيدها من على فمها و ابتسم و هو يهزّ رأسه مواسـيا. لن يـحصل له مكروه اعدك , قال. لكنّها لم تخبره بأنها لم تعد تعلم ان كان ما يحصل في داخلها نتيجه لخوفها عليه او خوفها منه , منهم , منها , من ذلك الشيئ الذي يتمثّل بكل شيئ في كلّ مكان. يقتحم عليها اماكنها و غرفها و وحدتها و اناسها و بقايا طعامهم و احلامهم..
كانت تحاول طرد كل تلك الصور من كل الاماكن و الاوقات و لم تستطع فالتفتت الى احمد الذي كان يطالع عينيها الدامعتان و قالت : متى سنصل؟ الّا انّه لم يجب و لم يعلم ان كانت عدم اجابته عائده الى انّها كانت خائفه او الى انّه كان خائف عليها و للحظه فكّر انه قد يكون خائفا منها !
طباعها و حركات و جهها و حتّى انقباض عضلاتها كلّ شيئ مرّ في خياله كان يوحي له بأنها تتحوّل شرسه جاهزه للانقضاض عليه و التهام كل ما تواجد حوله من اشكال, ابتداءً باحلامه و انتهائا به.
اراد استعجال الزمن او التأكد من انّه سيصل الى البيت سليما .. فقد كان عليه ان يـسير معها من موقف الباص الى المنزل مسافه تقارب العشر دقائق. و بدأ يقلق و يحاول ان يطمئن نفـسه باحاديث محمود عنها و عن طيبتها و حنانها و و و لكنّ ايّ من ذلك لم يكن لينفع عندما يقارنه بها و هي جالسه على المقعد المجاور له تحترق غضبا.
لم يكن يدور في بال احمد عندما توقف الباص سوى الوقت و خيال المسافه التي عليه ان يقطعها بصحبتها ,وحيدا وسط غضبها. امّا في بالها فلم يكن هناك من جديد ..
يتــبـع
The morning
07/07/2008, 21:02
وصلا اخيرا و كان كلا ً منهما يسكن خوفا مختلف لكنّ الشيئ الذي وحّد خوفها هو رؤيه امّ محمود من خلف الباب مطلّه بثقل بابتسامتها. ام محمود لا تبتسم دائما و لا تبكي نادرا و احيانا يقول محمود بأنها لا تعلم ايضا لكنّ اي من ذلك لم يكن بمـثبت. فتحت لهما الباب و انطلقت عائده الى حجرتها و كأنها لم تكن لتنظر محمود, فكّـر احمد بأنها قد تكون غاضبه من فعلته, فهي لطالما اخبرته بأن الشرطه في هذه البلاد لا تحتاج الكثير من القانون لتعمل, فهي تجد اعمالها الخاصّه اولا ثمّ تضع القانون ليحميها لكنّه كان دائما يبيعها وعودl بأنه لن يخرج عن مصالح الشرطه كما هي تسميها و هو يسميها القوانين.
لم يجد احمد الكثير من الاشياء ليملأ هواء الكلام فيها فاستأذن بالانصراف. امّا ام حسـّان فتحركت بثقل الى غرفتها و افرغت بعضا من الغضب الذي كان يسير على شعيرات جسدها عنيفا مستنفرا كلّ غددها. قامت بركل الباب عنفا بكلتا يديها ثمّ اغلاقه بذات الطريقه و ذات الغضب و ذات العنف النسائي الغير معتاد. الساعه قاربت الثامنه و محمود لم يكن في البيت بعد, فكّرت قليلا ثمّ قررت بأنه انها ان أ ُعلنت السـاعه العاشره و نـَفس محمود لم يحرّك سكونا lلبيت فإنها لذاهبه هناك و لسوف تأخذ معها العصى الكبيره و السكيّن الصغيره و أقسمت بغضبها و بكل الامها بأنه لن ينام في مكان اخر غير سريره البارد في الغرفه المجاوره.
لم يكن هناك مجال لولاده احتمالات اخرى في مخيلتها, امّا ان يأتي او تأتي به.
يتــــبع
The morning
10/07/2008, 07:17
ام حسـّان لم تكن لتعلم كم من الغضب كان يدور في عروقها و عرقها و تعبها و كلّ جزء نابض في كيانها الذي ما كان ليستقل عن غضب المكان, الجدران و الصور و حتّى الارض , كلّهم كانو في اهتزاز غاضب ينتظرون الساعه العاشره .
لم تكن ام حسّان لتفكّر يوما ان السـاعه العاشره سـتغير مجرى حياتها فهي دائما تؤمن بالـساعه الرابعه فقـط . حـسّان خرج في الساعه الرابعه و في السـاعه الرابعه قتل زوجها و في الساعه الرابعه قصّ ابهامها. و بدأت الذكرى تعود الى مخيلتها, الساعه تشير الى الرابعه و هي تجلس في زاويه المكان تتحسس اصبعها المفقود و تقاوم الصراخات التي تسيل على دمائها, احسّت يومها بخيالات الفقدان فحسان خرج و لم تعد تراه و زوجها مات و لم تعد تراه لكنّ هذا كان اصبعها و هي كانت تراه جيدا ملقى ً على الارض تدوسه احزيتهم القذره و كأنه عقب من سجائرهم. شبحه كان يملأ المكان نزيفا امّا هي فكانت متجمّده تنظر الى وجه ذلك الشاب الذي قام بفعلته و هو ساكن كأحرف الرثاء.
ارادت ان تصفعه و تصفع معه وجودها في الغرف السوداء الحزينه لكنّها لم تجرأ و خافت على اصابيعها التسعه المتبقيه. نعم انها تعترف ,و حتّى اليوم , انها تخشاهم و تخشى العتمه التي يطوقون بها الارض. و تعترف ايضا ببراعتهم باستنجاب الخوف. استنجاب الخوف الذي يأتي باستجنابهم . تتشابه الكلمات و لا تعلم ام حسّان مدى صحتهم في القواميس العربيه لكنّها لم تكن تأبه لانّ شيئا في تلك المدينه لم يكن ليساير القواميس او القوانين.
و تسـمع صـوتا يأتي من الخارج يشبه صوت موسيقى الضجيج التي يخلقها باص محمود , تخشى النظر من النافذه و تفضّل المحافظه على ثباتها و غضبها فقد كانت قد اتخذت القرار بأنهم ان جاءوا ليأخذوها في هذه المرّه فـسوف تخبرهم بانها كانت تعلم بمجيئهم و انّها كانت جااهزه و عالمه بكلّ ما سيحصل و بذا تثبت لهم انها اذكى منهم و انّ ذهابها معهم سـيكون برضاها هي و هي وحدها بل و ليس له علاقه بمهاره ايّ من موظفيهم. و كان اخر ما اتخذته من قرارات هو انها لن تخرج من هذا المنزل باكيه و انّ دموعها لن تجد مكان للولاده اليوم. فالساعه العاشره هي سـاعه الغضب فقط ,الّا انها رمت كل هذه القرارات خلف فرحها برؤيه محمود يدخل عليها المكان ضاحكا متسائلا ان كانت قد قلقت عليه. تحوّل كل غضبها دموعا القتها على كتفي محمود و كأنها لم تبكي يوما من قبل.
يتــبع
The morning
11/07/2008, 18:05
كانت امّ حسـّان تحتاج الى عمر اخر ليـرمم ما اصابها في ذلك اليوم , فعلى مرّ العمر كانت المخاوف تأتيها واحده تلو الاخرى لكنّها اليوم اتت كلها معا و كأنه اجتماع عشائري لاغتيالها و دفنها للتخلّص من زاكرتها.
احتضنته و راحت تبكي مطولا و كان هو يشعر بدفئ دموعها منسكبه على كتفه محاولا الّا يذكّر نفسه بان كل تلك الدموع كانت لاجله لاجله هو فقط ليس لاجل انها لم تجد مركبا للعوده منزلا و ليس لانّـها ستحتاج ان تسـتغني عن الكثير من الحاجيات في حياتها ان هو ذهب لكنّ تلك الدموع و كل ذلك الغضب كان لانّه بـخير. لم يشـأ محمود بالبكاء الّا انه احس بأن كلّ الحزن في جسده اتى ليستقرّ عند عينيه قبل ان تقرر ام حسـّان ان تبدأ بالحديث و تنهي الموقف , ام حـسّان دائما تملك حكمه في انهاء مواقف كهذه ففـي جنازه والدها منذ 40 سـنه و عندما كان الجميع منهمك في البكاء انشغلت هي بارتدء فسـتان العيد الذي اشتـراه لها قبل سوفاته بأسابيع لكنّها قررت ارتداءه في ذلك اليوم كي تراه و هي تلبسه حتـّى و ان لم يكن العيد قد اتى بعد, فالعيـد سـوف يأتي في كلّ عام لكنّ والدها كان سيوارى الثرى مرّه واحده و هي ستملك ذلك اليوم لتحزن به و سـيأتي العيد بعدها ليجعلها تستعيد فرحها.
اذهب و اخبر امّك انك سالم , قالت . لكنّ محمود كان يعلم بانّ امّه لن تكون بذات القلق فهي قلقت كذلك في المرّه الاولى و ما عادت تقلق بعدها, ربما لكثره ما تكرر ذلك او ربما لانها كانت تعلم انه سيـأتي قبل العاشره لكنّه هز رأسه و خرج يبحث عن والدته في المنزل.
يـــتبـع
يمان Rooooonaldo
12/07/2008, 03:04
انو اول شي .. يعطيكي الف عافية .. :D
الشي الوحيد اللي لهلا .. ما لقيتو بنفس مستوى القصة كان الجزء التاني .. حسيتو بعدني شوي عن القصة .. بس البقيّة .. كتير حبيتو .. ببساطتو ..
في شوية تعابير كتير .. عجبتني بالقصّة ..
ثانكس شوش .. وفعلا ..
وقت بتحكي الشام .. ما بيطلع تقدملا الا .. :D
مكمّل معك .
The morning
14/07/2008, 08:12
و كأن الحياه قد اصبحت اسهل بعد ان خرج محمود من وجع ذلك المكان .. ام حسّان شـعرت بأن حياتها باتت اسـهل ربما لأنه عاد , ربما لانها لم تحتج لان تأتي به و ربما لانّه خرج من الغرفه ! شيئ ما في مكان ما كان يؤكد لها ان قلقها كله ذاك لم يكن له مبرر يزكر فحتّى امّه لم تقلق قلقها و اخبرتها بأنه سـيعود . حاولت الّا تجد تفسـيرا منطقيا لقلقها فهـو لا مبرر له و هـي كانت تـعلم ذلك جـيدا, لذا فضّلت ان تهوي بجسدها الى سريرها و لا تبحث في اي من افكارها عن ايّ من الاحداث .
و اتى الصـباح و اتى معه يوم اخر لا ينتمي للامس بشيئ , ام حسـّان لم تستـيقظ باكرا كـعادتها و لم يـشأ محمود او امّه ايقاظها . محـمود شـعر بالامس و من خلال دفئ دموعها على كتفه انها كانت قد صرفت الكثير من الجهد في التفكير فيه لذا قرر ان يتـخذ القرار عنها اليوم بـعدم اصطحابها معه الى البلد.
و مـضى يوم اخر و ام حسـّان لم تزهب الى البلد و رابع و خامس و عاشر و في اليوم الحادي عشر تأكدت امّ حسـّان بأن شيئا اخر قد كُسـر فيها .. للمرّه السادسه في حياتها تـشعر بأنها تـسير على زجاج الامل المكـسور و تجرح كلا ركبتيها فيه عندما تركع باكيه راجيه من كلّ شيئ ان يرحمها. لمَ كان عليها هي فقط ان تمرّ بكل ذلك في كل مراحل حياتها و بدأ ذلك الغضب العارم يلبَس روحها. تختارني الدنيا دائما لتقوم بجميع تجاربها عليّ و افهم و اتفهم و احاول ان اقنع نفسي بأني سـأخرج سـليمه لكنّي في هذه المرّه لا اريد ان اتفهم , نعم انّك تركبين ظهري و تمارسين ضـدّي كل انواع العنف . حدّثت ام حسّان الدنيا بلهجه تهزأ فيها من القدر و تعترم الغضب و كأنها ستعكس بذلك سير الكره الارضيه , ثمّ و بذات الحاجه الملحّه , عادت فارتدت ملابسها المعتاده و انتقلت الى ارجاء البيت تبحث عن محمود ليحملها معه مجددا الى البلد فترتزق.
يــتبع ..
اسبيرانزا
15/07/2008, 16:53
كامل تشجيعاتى ,,,لكى مورننج :D
The morning
16/07/2008, 07:14
عندما وصلت امّ حسّان الى مكانها التي كنت دائما تشعر فيه بأن كل شيئ سيسير على ما يرام , رأت وجوه اناس غريبه و كـعادتها تقوقعت في مكانها دون ان تقربهم فهي تخشى الغرباء و تكرههم ايضا. الغرباء كالشيـاطين , قالت لاحدى الطيور التي كانت تلعب الى جانبها , يأتون من حيث لا نعلم ليقومو باشعال نار من نوع ما في داخلنا ثمّ يقررون الرحيل فجأه و ينسون اجزاء منّا في حقائبهم , تابعت غاضبه و كأن الذاكره قد بدأت تلاعبها مجددا.
المنزل و غرفه الجلوس و ابنتها تعدّ القهوه في المطبخ , أصوات ضحكات و مجاملات تعبر سلاسل الجدران و هي قلقه لا تعلم ماذا تقول, تجلس جلستها المنحنيه ككعه العيد و تسأل الله ان يرسل لها حلّا سريعا , لكنّه لا يفعل و يتركها وحيده لا تعلم ماذا تفعل و ماذا تقول الى ذلك الشاب الذي اتى بصحبه امّه و اختّه ليتقدّم لخطبه ابنتها فاطمه. ماذا تقول لاخوها حسّان ان عاد و لم يجدها تملأ المنزل بشغبها المُعلن ؟ كيف تفسّر للجميع انّه كان عليها الموافقه لأن ذلك سيؤمّن مسـتقبلا افضل او ربما اقل ضرراا من ذلك الذي سيقدمه لها ايّ من شباب هذا المكان. كان يقع على تفكيرها البـعض فقط من الاختـيار حيـث ان فاطمه كانت قد اختارت لنفـسها الموافقه فـهو شـاب يحـترمها و يأتي اليها بالزهور الملونه و الروائح العطره و بعض العاطفه و الحب الذكوري الذي تفتقده . امّ حسـّان كانت تـسقط في قلقها و تحاول رفع ذلك عنها بمتابعه فاطمه تتحدّث عنه : قد اكون احبّه , او ربما انا حقّا احبّه و احبّ ما يخلقه في داخلي من احاسيس , امّي هو يجلعني اشـعر انّي اراقب الكـون مع الله ...... تقاطع ام حسّان ذاكرتها بدمعه, تزكرت وجه فاطمه يضحك و يحمرّ خجلا و تزكرت صوتها يجعل من كل شـعره على جسم امّ حسّان تنتصب و توافق مع ما اختارته ابنتها .. انها تـشتاق فاطمه و تـشعر بأن احدا في هذا الكـون لن يعوضها عن فراغ فاطمه و فراغ الكون بعيدا عن فاطمه ..
يــــتبع ..
The morning
16/07/2008, 21:39
انو اول شي .. يعطيكي الف عافية .. :D
الشي الوحيد اللي لهلا .. ما لقيتو بنفس مستوى القصة كان الجزء التاني .. حسيتو بعدني شوي عن القصة .. بس البقيّة .. كتير حبيتو .. ببساطتو ..
هلا يمان ..
ام حسّان مش مكتوبه براسي و عم بس يصرلي وقت اكتبها عالورق ..
انما ام حسّان وليده اللحظه و المزاج و المكان لذلك هاد الموضوع كلو بتقدر تعتبره المسـودّه لانو متل ما لاحظت اني ما بصلّح شي لا الاملاء و لا القواعد و هلئ كمان الترابط :lol:..
بس خلصت , اذا خلصتها كقصّه متكامله, رح بجمعها و بعيد النظر فيها اكيد ..
جميل جدا بتشكرك عالنقد البناء
whiterose
17/07/2008, 00:41
هلا يمان ..
ام حسّان مش مكتوبه براسي و عم بس يصرلي وقت اكتبها عالورق ..
انما ام حسّان وليده اللحظه و المزاج و المكان لذلك هاد الموضوع كلو بتقدر تعتبره المسـودّه لانو متل ما لاحظت اني ما بصلّح شي لا الاملاء و لا القواعد و هلئ كمان الترابط :lol:..
بس خلصت , اذا خلصتها كقصّه متكامله, رح بجمعها و بعيد النظر فيها اكيد ..
جميل جدا بتشكرك عالنقد البناء
اي سالوني انا:pos:
The morning
17/07/2008, 03:02
اي سالوني انا:pos:
:p:p ...
The morning
21/07/2008, 07:46
و تعود فاطمه للولاده مجددا في فاصله الكون ., ارادت امّ حسّان لو تسطيع اجهاض فاطمه و الخلاص من فكره انها اليوم بعيده عنها بـُعدَ السـماء عن الماء بعيده عنها مسافه تجعل من فاطمه لا تنادي ام حسّان بـ أمي و تجعل من ام حسّان لا ترغب في زكر فاطمه او ايّ من ضجيجها و صخبها و قدرتها العجيبه على جعل كلّ شيئ يولد مع تحركاتها و مزاجيّه احلامها.
لمَ يا إلهي ترسل إلينا بإولئك الذي يرحلون مع الغرباء؟ دمدمت ام حسّان و هي تنظر الى السـماء. و كم رغبت في تلك الحظه بأن تمتلك قدره عجيبه لمحي فاطمه من ذاكرتها, فهي غاضبه من حبها لفاطمه و غاضبه من مساحه القلق التي تحتلها فاطمه من تفكيرها. كانت تكبره و كان يصغرها , كانت متعلمه و كان بسيط لا يملك من الثقافه سوى شهادته الثانويه التي تفاخر فيها كثيرا عندما اتى مع والدته, كانت و كان و كانت كلّ ذلك يجعل من ام حسّان قلقه ضائعه بين العقل و العاطفه.
هـذا الشـاب جرّد فاطمه من تميزها و انتهى, هذه حقيقه كان على ام حسّان الاعتراف بها. آآآآآآآآآآآه يا فاطمه, صرخت ام حسّان في احدى الطيور التي كانت قد قررت يوما بأن تسميها فاطمه لكنها تراجعت بعدها عن قرارها خشيه أن يجعلها ذلك تُـطرّ لذكر فاطمه في كلّ يوم لذا قامت مجددا ً, و كـكُـلّ مرّه تزكر فيها فاطمه , بفتح يديها و افساح المجال الكافي للحمامه بأن تطير سريعا ً قبل أن تُـصدق ام حسّان بأنّ فاطمه عائده.
يــتبع ..
The morning
21/07/2008, 08:25
و بموعده اطلّ الخبّاز صبحي محمّلا بمقعده و رائحه الخبز تصلّي الظهر حاضرا ً في مساجد الجوع التي يخلقها. كعادته اتى قويا ليصفعها بالحقيقه, امازلتي تبحثين عن رفاتها وسط الطيور ؟ سألها مستهزئا , انت ِ غريبه يا هذه فـهي الآن في بلد آخر تحيا حياه ً آخرى و لا تزكر منك سوى رائحه العفن التي عاشتها معك.
تنظر إليه و في عينيها غضب تخشى بأن تلبسه كلاما ً فلا يناسبه ُ. يناولها رغيفا ً دافئا ً من الخُبز, لا أريد خبزك العَـفـِـن, تقول ذلك و تدير وجهها نحو الشمس و تشعر بها تدغدغ ذلك الغضب في عينيها فتبتسم لا إراديا. يقترب منها و يناولها الرغيف قائلا, العفنُ يجعل من كلانا أكثر رغبه على المثابره, عزيزتي.
تأخذ رغيف الخبز و تبدأ بقضمه و غضبها يتحوّل دموعا ً دافئه تسيرُ على وجنتيها ثمّ تُنحر لتروي الرغيف الساخن في حضنها.
اه منكنّ انتنّ النساء تبكون كلما تحركت احدى مواجعكنّ متناسيات ٍ أن البكاء لن يحرر ايّ من تلك المواجع و لن يجعل منكنّ أكثر قدره على المقاومه,المقاومه تحتاج ضجيجا ً من مثابره و ليس من بكاء. يقول محاولا بذلك ترميم ما أصابه في ام حسّان من جراح ٍ بحديثه عن فاطمه.
في داخله لم يكن يقصد بأن يجعلها تبكي بل كان يريدها ان تغتال شبح فاطمه المقيم في ذاكرتها و الذي يجعل منها منكسره ً طوال فتره تزكره ُ. كان يرد ُ منها أن تدوس فوق ذكرى فاطمه و تتابع المسير لكنه كان و في كلّ مرّه يجعلها تتعثرُ و تبكي مما يحولّه الى شيئ اخر يتمنى من ام حسّان ان تتجنب تذكره.
يــــتبع
The morning
22/07/2008, 20:03
كان كلاهما يعلم و لا يفصح , كلاهما يعرف بأنّ صبحي يكنّ بعضا من الشيئ لأم حسّان, نفسه ذلك الشيئ الذي يجعله يسخرُ مما ترميه الدنيا عند ركبتيها و نفسه الشيئ الذي يجعلها تبدو في نظره اهمّ صرح نسائي مقاوم في تاريخ النساء.
ايّا منهما لم يكن ليتكلّم عن هذا الشيئ لكنّ ام حسّان كانت تفكر في بعض الاحيان بأنه هو ذا الذي يجعل تلك البقعه من الطريق مختلفه عن باقي بقاع الارض , دافئه رغم البرد و آمنه رغم الخوف.
شيئا لم يكن ليلامس ارض الواقع بينهما. فأبا حسّان مازال يسكنها و مازالت تدوّن له أحداث أيامها على دفترٍ صغير ٍ لا تسمَح ُ لأحد بالاقتراب منه و قراءه حتّى سطر واحد , و هو مقاوم يبيع الخُبز للتمويه و يلفّه بأوراق ممنوعه من النشر, نعم منشورات ممنوعه قد تودي به يوما الى المجهول التي لم تكن امّ حسّان على استعداد لمواجهته مجددا في حياتها . هو لا يملك شيئا ليقلق عليه و يرتجف عندما يتأخّر امّا هي فما كانت تملك في كلّ المساحات المحترقه داخلها شبرا واحدا تزرع فيه الأمل على صبحي, فهو ان يوماً قررَ ان يذهب مع المجهولا فهي لا تعلم كم من العجز سيخلق في داخلها و كم من الجنون و الموت سيسكن في كلّ ممتلكات الله فيها.
لذا كان كلّ منهما ينصرف الى امرّ اخر بعد كلّ حديث دافئ يدور بينهمl تماما كانصرافهما عن بعضهما بعد الذي دار بينهما على اعتاب ذكرى فاطمه.
يتـــبع
The morning
25/07/2008, 11:33
بينما كان صبحي منشغل بخبز بعض العجين و الثوره كانت امّ حسّان منصرفه لمجالسة الطيور و مراقبه أرجل المارّه , و في وسط انغماسها بالحركه, سمعت أم حسّان ضجيج غبار يتحرّك تحت اقدام ٍ تغتال المسير نظرت الى يمينها فرأت على المدى الغير بعيد اربعه َ جزمات عسكريّه تقترب بوحشيّه و علمت انّ شيئا ممطرا كان ليحدث . نظرت الى صُبحي و قالت له : اركض ! لم يكن صبحي يعلم بان ام حسّان كانت من اولئك الذين يحفظون سرّه لكنّه كان واثق بأنها لن تبوح به و واثق تماما ً بقدرتها على اتخاذ القرارات لذلك جمع اوراقه و بدأ يسير على عجل ٍ الى ان وصل الى نفق صغير , دخل اليه و بدأ يركض ثمّ التجأ الى احدى المحال التي كانت تحتوي على عدد مـُثنّى من الابواب ,دخلها و خرج من الباب الاخر و راح يتابع الركض. اقتربت الاقدام و بدأ قلب ام حسّان يزداد حاجه الى الهواء فارتفع مستوى الزفير في رئتيها. و بينما كان الخوف يتسلّق جسدها و يشلّ بعض من الدفئ و الطمئنينه فيه , رأت ورقه تقبّل الارض و تتأرجح على ساعدي كلماتها. لم يكن امامها خيار اخر كان عليها ان تحمي الثوره و صبحي , الوطن , الطيور ,و الله و كلّ شيئ .بدأ خوفها يتحوّل اصرارا, و بدأ ذلك الذي كان يتسلّق جسدها كالعنكبوت يتحوّل طاقه و تحدي. ان ما سيحصل بعد قليل سوف يغير مجرى الكون بالنسبه لها فهي سوف تنقذ المكان من الاحتراق و هي لن تبات متهمه و لن تموت و لن تسمح لهم بالاقتراب منها بأي شكل من الأشكال. حملت الورقه بكلتا يديها, فتحت فمها و تناولتها كطفله تلتهم وجبتها المفضله صبيحه العيد و كانت تلك الذّ الوجبات التي تناولتها ! كانت وجبه من حرّيه و اصرار. اقتربو منها أكثر و عندما وصل اقترابهم الى زاويه المكان, فزعت كلّ الطيور و حلّقت عاليا مبتعده و الان لم يبق َ في المكان سوى ام حسّان و رائحه الخبز و اربعه احزيه عسكريّه.
يتــــبع
The morning
08/09/2008, 00:04
من يكون صبحي عامر ؟ سألها احدهم و هو ينظر اليها و كأنها حشره حطت على ركبته , كانت تود لو انها لا ترد عليه و تقف و تمشي بعيدا لتخبره بانها نسر ٌ و ليست حشره فهي كانت تملك القدره على جعلهم يخافون و يشكونو بكلّ المارين في الشوارع بأن يكونو من المتعاملين معها .. هي تولّد الخوف في استقرارهم لذلك هي نسرٌ و ليست حشره و هم ليسو الّا بعض الصيادين اللذين يملكون الاسلحه و حسب. كلّ ذلك جعلها تكون اقوى في مواجهه سؤاله : لا اعرف احدا يدعى صبحي عامر !
و الخباز ؟
اناديه بأب َ عـَمرو .
اين هو الان ؟
اتى صباحا و سمعته يبربر بأنّه وجد فأر في كيس الطحين ثمّ انصرف غاضبا و لم يخبرني شيئا
كانو يفتشون المكان و كأنّ لغم ما قد دفن فيه ثمّ و بعد ذلك اخرج احدهم سلاحه و وجهه صوب كيس الطحين المهدد نظر الى ام حسان باسما و قال : سوف أعلّم هذا الفأر درسا لن ينساه بأن لا يقرب اكياس الطحين ثم دوى صوت موجع في صدر ذلك الكيس لمسنود على الحائط بميلان مؤلم. تتطايرت غـُبيرات الطحين عاليا بيضاء كالحلم و مزعجه عالحقيقه استمر اطلاق الرصاص استمر اطلاق الرصاص على كيس الطحين فتره زمنيه كانت كافيه بتمزيقه ثمّ اقترب العسكري الذي كان يتحدّث الى ام حسان بدايه و نظر الى كييس الطحين مبتسما محاولا الّا يغمض عينيه لتفادي الغبار المتساقط كالنجوم من السماء .. اقترب بهدوء تام داسه و تابع المسير مشيرا الى اصدقاءه بلحاقه ..
يتبع
ِAbu Alzooz
10/09/2008, 06:48
ممممم
بقراها من الاول
و برجع بقول رئيي :shurup::abo3aen:
:akh:
The morning
10/09/2008, 07:32
اي يلّا ناطرتك ;-)
The morning
12/09/2008, 09:11
ااصوات جزماتهم العسكريه تبعتد مدويه في المكان صوتا كصوت مدافع العيد و الطحين يملأ المكان و يحطّ على كتفي ام حسان و على شعرها الاسود و ..
تتنهد محاوله بزلك ان تطمأنن نفسها بان صبحي بخير و بأنه سيأتي بخبزه الساخن ليطعمها صباح الغد ..
لم تكن ترغب بانتظار محمود في نفس مكان ما اسمته يومها بالجريمه فتركت له خبرا عند احد الاصدقاء و راحت تمشي في شوارع المدينه محاوله ان تتزكّر و ألّا تتزكر ما حدث اليوم .. فهي لم تكن لتصدّق بان ما حصل حصل فعلا و لم تكن لتتوقف عن الارتجاف خوفا من ان زلّه لسان واحده من قبلها كانت اودت بصبحي الى غرفهم المغلقه .. و تزكر ,كلما لمع في فكرها هذا , وجه صبحي مبتسما لها في الصباح هازئا من متاعبها و ضاحكا بصوت عال على بساطتها في التعامل مع تلك المتاعب. هي لا تعرف حقا طبيعه مشاعرها اتجاه صبحي لكنها تعرف جيدا ان خوفها عليه ليوم لم يكن محض الصدفه و لم يكن وليد اللحظه فصبحي كان يحتلّ مساحاتها المحرقه و يحاول ترميمها و هي كانت دائما تصده لئلّا يحرق نفسه و يحرقها معه في لهيبات المكان و الزمان.
لم كان عليه ان يأتي و كان عليه ان يهتم بها كل ذلك الاهتمام ؟ لم كان عليه ان يجعلها تحتاج الى ان تنظر الى وجنتيها في المرآه للتأكد من عدد الخطوط فيهم كلما اقترب نظره منها ؟ لكن كلّ ذلك اليوم بدأ يتحوّل خوف اخر و قلق اخر لا تعرف من اين يأتي و كيف تتعامل معه .. فهي لم تعرف مرّه كيف تخاف على احد بهذه الطريقه لم تعتد بان تخاف على احد لا يقتل او يسجن ليبقى معها .
ذلك لم يجعل منها اقوى على اتخاذ ايّ قرار في الماضي امّا اليوم فهي كانت شبه قادره على اتخاذ القرارات. هي لن تترك لصبحي او لنفسها مجالا ابعد من الذي وصلو اليه فالخوف لا يحتمل اوساط الحلول.. كان على احدهما الانسحاب ليكمل الاخر بشكل افضل و كانت هي من سينسحب.
يــتبع
The morning
13/09/2008, 11:51
تابعت مسيرها و بدأ كل ما حصل معها يعيد الى ذاكرتها ابا حسّان و كيف التقطه مصادفه عند بائع الحلوه صبيحه العيد و كيف حاربت لاجله عائلتها و عائله عمها سليم الذي كان يريد تزويجها لابنه سليمان ...
تقاطع الذاكره مبتسمه , احد ٌ في هذه الدنيا لا يجعلها تشعر كما كان ابا حسّان يفعل عندما يمازحها كمن يرش جوريّه في الماء كي يبعثر الغبار من على وجنتيها قبل ان يلاعبهما بقبله ! معه كانت كلّ الامكنه آمنه و كل الامكنه ضاحكه و نقيّه ,كلّ شيئ كان ليكون افضل لو انّ ابا حسّان لم يتركها وحيده تحارب وحدها لاجله!
نعم فهي منذ ان رحل اب حسّان صارت تشعر بأن القضيه التي قتل لاجلها هي قضيتها بغض النظر ان كانت تعلم كلّ تفاصيل تلك القضيه او لا و بغض النظر ايضا ان كانت ستحدث تغيرا كبيرا ام لا , فأبا حسّان كان دائما يقول بأن التغير يشبه الفاكهه الصيفيه عليك ان تتحضّر لاستقبالها شتاء كاملا و بردا كاملا قبل ان تستطيع ان تغمض عينيك و تتزوّق طعم السكّر في بطيخه صيفيه بارده تشرشر مياهها من بين اصابع ٍ عطشى تحاول الامساك جيدا بجميع اطراف تلك البطيخه !
.. تصدم بأحدهم , صبحي !؟ تقول .
- ماذا اخبرتهم؟
- سألو عن اسمك الكامل و اخبرتهم بأني اناديك بأب عـَمرو لذا فأنا ...
- أب عَـمرو؟؟
- لم أعرف ماذا اقول و كان يجب ان اقول لهم شيئ يلهيهم عنك
يـضحك و تتابع امّ حسّان سرد ما حدث بينما يأخذ بيديها ليوصلها الى الباص ..
يتبع ..
achelious
13/09/2008, 23:45
استخدامك للألون رائع, وريشتك سلسة.. والفنانة اللي بداخلك ثرية:mimo:
ِAbu Alzooz
14/09/2008, 00:39
شوش كتيرررررررررر حلو
هلق للحق انا ضعت شوي ببعض المحلات
بس انو صورك كتير حلو
و عما استنى اليتبع
The morning
22/09/2008, 20:21
استخدامك للألون رائع, وريشتك سلسة.. والفنانة اللي بداخلك ثرية:mimo:
شكرا شكرا هاد الشي بيسعدني
شوش كتيرررررررررر حلو
هلق للحق انا ضعت شوي ببعض المحلات
بس انو صورك كتير حلو
و عما استنى اليتبع
يلا ابو وليم جايتك باليتبع :yahoo:
The morning
22/09/2008, 20:55
في ذلك المساء انسحبت ام حسّان الى غرفتها مبكرا فكان عندها الكثير مما تدونه في دفترها الصغير .. و لكنها و قبل ان تنتهز الفرصه للبدأ بالكتابه سمعت وقع اقدام احدهم بالقرب من النافذه .. استرقت النظر خارجا فرأت الاربع جزمات العسكريه التي رأتها صباحا كانو ينزلون من سياره بيضاء صغيره و يتحدثون الى احدهم الجالس في المقعد الخلفي من السياره. بدأ قلب أم حسّان بالتنفس بصـعوبه, شيئا ما كان ليحدث هذه المرّه , شيئ مخيف و لا قدره لها على استحماله لذا و قبل ان يدق الباب نادت محمود قائله : أتو ليأخذوني !
و كانت هذه المقوله كافيه لجعل محمود يعود كطفل صغير قد بلل فراشه فهو لا يعلم ماهي أفضل طريقه لحمايتها. لكنها و بينما هو واقف يحاول ان يستجمع قدرته على التفكير برجاحه كانت هي سريعه بتجمع اشيائها . ثمّ نظرت اليه و قالت له دامعه العينين قويّه اللسان ,
- ان لم نجتمع ثانيه فواصل حياتك كأفضل ابنائي !
هزّ محمود رأسه موافقا و محاولا عدم تصديق ما يجري ..
- سأنزل الى القبو و منه عندما يدخلون هم الى غرفتي سأحاول أنا الفرار خارجا من المخرج الخلفي للقبو .. اكذب او افعل ايّ ما يهديك اليه تفكيرك كي تحمي نفسك أولا, أنا سأكون بخير منهم . لا تنسى ان تبلغ امك سلامي ..
بدأو يسـمعون باقتراب احدهم من باب البيت فسارعت ام حسّان الى القبو و معها ما يشبه صرّه صغيره بحجم الكره تحمل فيها شيئا ما يشبه كلّ ذكرياتها ..
فتح محمود الباب و انتشرت عشر جزمات عسكريه في المنزل يفتشون و يبحثون .
اقترب احدهم من محمود و سأله عن ام حسّان فقال محمود انه لم يرها اليوم وأنها لم تركب معه الباص هي استقلت باصا اخرا مع صبحي يومها و كان ذلك يشعر محمود ببعض الراحه فهو لم يكن يكذب كثيرا ً . لكن ذلك لم يجعل الضابط يشعر بأيّ من الراحه فاقترب من محمود و قال له في لهجه اشبه بالتهديد منها التصديق , الافضل لك بأن تكون صادقا معي فوقتي و صبري لن يخدمانك طويلا ..
أراد محمود بأن يكون أكثر شجاعه و لكن ما قاله الضابط جعل شيئا ما يسير على جلده و كأنّه ماء بارد يبدأ عند اذنيه و ينتهي عند اذنيه بعد ان يكمل دورته كامله في انحاء جسمه.
اسـتأذن محمود بأخبار امّه عن مايجري كي لا تفزع و ما أن دخل اليها محمود منهك المعالم حتّى عرفت كلّ ما يجري و ابتسمت له موافقه ثمّ و بنظره منه نحو الارض استطاع اخبار امه أنّ ام حسّان كانت في القبو و انّه كان عليها مساعدته في حمايتها ريثما تستطيع الهرب .
خرجت أم محمود و محمود من غرفتها الى ساحه المنزل و جلسو يتابعون بنظراتهم انتهاك هاؤلاء للاشيائهم الشخصيه .. فكانت أم محمود , محمود و الضابط في الفناء و الاخرون منتشرون في خوفهم يحاولون جمع فتات ام حسّان..
يتبع
مسطول على طول
23/09/2008, 03:17
شو باب الحارة :frown:
The morning
23/09/2008, 03:54
شو باب الحارة :frown:
و انت ليش معصّب هالقد :lol: ?
The morning
27/09/2008, 00:44
بعد احتراق متقن للوقت و المكان , اجتمع العساكره برتل احاديّ مخبرين بذلك قائدهم بأنهم لم يجدو شيئا يدلّهم على اي شيئ يتعلّق بام حسان , فأم حسّان كانت دائما تفكّر في ذلك اليوم و تحرص بشكل دائم على تنظيف المكان و ترتيبكه و الحرص الاكبر على اخفاء كلّ ما قد يوقع ايّ أحد في أيّ مشكله ..
تنفس قائدهم و هو ينظر الى المكان محاولا ازاله المشنقه التي خلفتها حقيقه هروب ام حسّان من بين يديه.. نظر حوله مرارا ثمّ اعطى بيده حركه للعساكر بأن يقومو بألقاء القبض على السيده الاخرى ,
ما هي تهمتها ؟ صرخ محمود فأجابه القائد بأنها صديقه ام حسّان و انه لمن المأكّد انها في يوم من الايام قد اخبرتها شيئ ما سيفيدهم ..
نظرت ام محمود اليه و في عينيها رغبه بضرب الحائط بكلتا ذراعيها تفريغا منها للغضب الذي تجمّع في داخلها .. الكثير من الالم و الذل كان يتحرّك من خلال تحركها و ينشر عطرا خلف مرورها عبر الممر لتبدّل ثوبها بعد ان استأذنت بذلك من الرجل ذو النجوم ..
بينما كانت تبدّل ملابسها عرض الرجل ذو النجوم على محمود بأنه ان اخبره شيئا يخصّ ام حسّان سيترك امّه تنام دافئه في سريره عدا عن ذلك فأنّه سيأخذها معه و سوف لن يرحمها ..
في فراغات الصمت كان محمود حائر لا يعلم ماذا يفعل لم كان عليه ان يختار و لم كان الاختيار بين والدته و ام حسّان .. و انه حتّى لو حاول الهرب من الاختيار بأن لا يختار فانه سيكون اختار لامه الذهاب مع اولئك ..
حاول التفكير بما يجول في خاطر والدته و ما سيجول في خاطر ام حسّان ان علمت انه اخبر عنها حاول كثيرا ان يتواصل روحانيا مع ام حسان و يسألها ان كانت قد استطاعت الهرب بعد ..
شيئ ما كان يجعله يلبس الصمت و الخوف ! حاول التفكير بأيهما يستحقّ ان يكون حرّا و حاول اجراء معادلات سريعه تسنده و لكنّه قرر اخيرا ان لا يخبرهم شيئا فامّه تعرف اين ام حسّان و بامكانها اخبارهم و النجاه بأصابيعها العشره .. كلّ ما فكّر محمود في السجن ترائى الى مخيلته اصابع ام حسّان التسعه و فراغ الاصبع العاشر !
بعدها بقليل خرجت ام محمود من الغرفه متجهه مع عسكري الى الفناء فامسك اخر ذراعها محاولا منعها م الفرار فابعدته و قالت لن احاول الهروب , ثمّ اقتربت من ابنها فقبّلت جبينه و كلتا يديها تلتفان حول رأسه .. و بدأت بعدها بالسير نحو الباب فصرخ محمود بالرجل ذو النجوم و قال له .. اعيد امّي و سآتي اليك غدا صباحا بخبر عن ام حسّان ..
ضحك الرجل عاليا و قال : ما حلمت يا هذا !
و بدأ يخرج من المنزل و محمود يشعر بكم من الفراغ يحيط المنزل , أغمض عينيه محاولا تحسس الحق!
أنها في القبو , صاح بصوت عال لتسمعه جذور الشجر محاولا بذلك اخبار ام حسان بما يجري ...
يتــــبع
ِAbu Alzooz
27/09/2008, 06:43
وينو سمايلي تبع القبعة
ابو وليام يرفع القبعة
عما استنى اليبتبع
The morning
30/09/2008, 01:21
كانت امّ حسّان ما تزال في القبو فاحتمال هربها اختفى من امام الاحتمالات عندما حاولت فتح الباب الخلفي و رأت جزمتين عسكريتين يقفان بوضعيّه الاستراحه العسكريه و تزكّرت عندما كان حسlن صغيرا يأتي اليها مكررا ما تعلّمه في المدرسه من انــــتبيــه استعد .. استــارح .. لكنها لم تفكّر يومها بأنها ستـحتاج لأن تتدرّب على تلك الصيحات كـي تعرف متى تسطيع ان تنقذ حريتها من الاقتحام ..
سـمعت صوت محمود يـصرخ للرجل ذو النجوم كلمته التي أصبحت معجما بتاريخ حياه ام حسّان فيما بعد : أنها في القبو ,
تألّمت امّ حسّان فما كانت تريد يوما لمحمود بأن يكون هو مفتـاح انهزامها و لكنّها كانت تثق بأنّ ما قام به هو ما كانت ستمليه عليه ان هو استشارها بموقفه الذي اطرّه لتسليمها ..
بدأت تسـمع أصوات الجذمات العسكريّه تضرب الارض فقد كان للجزمات العسكريه صريرٌ معيّن كانت قد حفظته عندما دخلت السـجن آخر مرّه بتهمه ما فهمت يوما ماذا تعني ..
تنفّست بهدوء و اقتربت نحو الباب و أقفلته استعدادا للمصيبه .. أشعلت مصباح صغيرا و فتحت صرّه الاشياء التي كانت قد جمعتها و حملتها معها على طول السنين ..
كان هناك قميص ابا حسّان المفضّل مازال يحمل رائحته - عرقه, تعبه, حبّها - و بعض من اشياؤه الصغيره الاخرى كالعدسه المكبّره و مزياعه .
. و علبه دخّان لحسّان كان قد نسي جمعها عندما جمع احتياجاته و خرج و لم يعد ..
و بكله شعر فاطمه التي استعارتها ام حسّان منها يوما و نسيت اعادتها فسافرت فاطمه و لم يبق منها الّا بكله الشعر تلك و بعض الذكريات التي كانت ام حسّان تحاول عدم الاقتراب منها كي لا تغضب حيال فاطمه ..
فاطمه كانت الالم الاكبر و الاكثر كبرا و ستبقى دائما هي العلامه الفارقه في حياه ام حسّان فكل شيئ تغيّر عندما قررت فاطمه الارتباط بذالك الشاب و بالرغم من كلّ تأملات ام حسّان بأن كل شي سيعود الى حاله حيال فاطمه الا انها تعثرت كثيرا و ما كانت تصل الى تأملاتها تلك ففقدت الامل أو ربما انها اضاعته ..
و أخيرا ودّعت ريشه حمامه من الحمامات اللواتي كانت تقضي معهنّ بعض الوقت ..
ودعت كلّ تلك الاشياء و فتحت ما يسـميه محمود ببيت النار , هنا تعرّفت على صبحي عندما كان يأتي صباحا ليخبز خبزه و يتقاسم المربح مع امّ محمود .. يعود تاريخ هذا البيت الناري الى الحرب الاخيره عندما عمد اب محمود قبل ان يتوفاه الله على الحاق الملجأ , الذي تحوّل الى قبو مع السنين , بمكان خاص لصناعه الخبز ففي حال اطرّو للبقاء مدّه طويله مختبئين سيـكون لديهم ما يكفيهم قوتا ..
اودعت اشيائها النار و رغبت بأن تشاهد احتراقهم لكنّها كانت تعلم انها لا تملك الكثير من الوقت , أخرجت الدفتر الاسود الذي تدوّن فيه كل احداثها منتظره عوده ابا حسّان لتشاركه بكلّ ما جرى في غيابه , ثمّ أمسـكت قطعه فحم صغيره كانت قد شـبعت احتراقا و بدأت تخطّ بهدوء طفله تتعلّم الكتابه يدٍ مرتجفه خـطت أوّل حرف و كان الواو ثمّ الدّال , ألف , عين , ألف .. و د ا ع ا , وداعا قالتها بصوت خفيف و قبّلت الدفتر قبل ان تودعه النار و تنفض الغبار عن ملابسها متجهه نحو الباب لتفتح لهم و حرصت على لبس ابتسامه من نوع ما لتخبرهم بأنّها مازالت أقوى رغم كلّ الالم و كلّ الوجع كانت أقوى ..
يــتبع ..
اللامنتمي
30/09/2008, 01:25
وَ سِلسلة ٌ قصصية تصلُحُ عَملاً درامياً
قرأتُ جَميعَ أجزاءها تنفستُ التفاصيل .. عِشتـُها
كُنتُ في السجن ِ في القبوِّ وَ المَخبز
كُنتُ أشّتمُ رائحة َ قميص ِ أبا حَسان
لمستُ حَمامَة َ " فاطمة " وَ قلتُ لها حَلِّقي وَ بلغي فاطمة َ أني أحِبها حدَّ كُرهِها
بلغيها أنَ الليلَ يُباغتـُني .. أنَ الليلَ طويلٌ جداً دونها
تكادُ لغتكِ الشَـفيفة ُ تأخذني إلى حَيثُ الإبتسـامة ذات المَغزى !
أدهشتِني كَثيراً هُنا ,.
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة