-
دخول

عرض كامل الموضوع : فضيلة الشيخ وسيادة المطران والرفيق.. سهيل كيوان


*Marwa*
01/07/2008, 11:59
فضيلة الشيخ وسيادة المطران والرفيق

سهيل كيوان

قبل أيام قليلة تم تكريم فضيلة الشيخ رائد صلاح في مجد الكروم وذلك بمبادرة من جمعية المنار، وقد اشترك في تحية الشيخ رائد سيادة المطران عطا الله حنا رجل الدين الشجاع الذي يقف جنبا الى جنب مع نضالات الشيخ رائد ليشكلا نموذجا لرجال الدين المناضلين المكافحين،الذين لا يخشون سوى الله ،كذلك كان هناك حضور ملفت لعدد كبير من الشيوخ الدروز من الداخل ومن الجولان، وكانت كلمات أخرى منها كلمة الجولان العربي السوري المحتل قدمها الدكتور مجدي أبو صالح، وتحية من الأستاذ صبري جريس وتحيات أخرى،ولكن كانت هناك كلمة مهمة جدا لفتت انتباهي وانتباه الآخرين وهي كلمة السكرتير العام للحزب الشيوعي السيد محمد نفاع.

وهذا بالفعل ملفت ويثلج الصدر، فليس سرا أن سكرتيرا للحزب الشيوعي ليس متدينا وربما لن يصبح كذلك أبدا، ولكنه وجد المشترك بين الرفيق وفضيلة الشيخ وسيادة المطران والدكتور القومي المثقف،وهو النضال في وجه الظلم والتمييز العنصري، هذا هو الموقف الذي يجب أن يحتذى، فالسلطات عندما تضطهد لا تميز بين شيوعي وقومي وإسلامي ولا بين ضفاوي وغزاوي وجليلي، ولا بين يميني ويساري، ولا بين حمساوي وفتحاوي،ولا رجل وامرأة، وتكذب السلطة عندما توجه سهامها ضد تنظيم أو شخصية معينة لتحمّلها مسؤولية عدم نيل الحقوق، هناك هدف واحد ووحيد للسلطة وإن اختلفت التكتيكات هو تهويد المزيد من الأرض وتحويل حياة من فوقها من غير اليهود الى جحيم لحثهم على الهجرة، سواء كانوا شيوعيين او إسلاميين أو قوميين.

في الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الثمانينيات كان الشيوعي هو " الواوا"، وكانت نصيحة السلطة للناس أن يبتعدوا عنه كي يحصلوا على حقوقهم، وطبعا ثبت أن هذا كذب وبهتان على أرض الواقع فالعنصرية طالت الجميع، كذلك يجب أن نذكر بأن عددا كبيرا من الشيوعيين والقوميين والوطنيين نفوا من قراهم عقابا لهم على نشاطهم الوطني الذي لم يرق للسلطة في بداية قيام هذه دولة اسرائيل، لأنهم كانوا رأس الحربة في نضال ما تبقى من هذا الشعب في وطنه.

الشيخ يستحق التكريم وبجدارة، فقد أدخل مبدأ التكافل الإجتماعي فأبدع فيه ،ودعمت مؤسسته وحركته الأسر المحتاجة خصوصا في المدن المختلطة فتم إنقاذ عدد كبير من الأسرالضعيفة ،وعرف بنظافة يده ثم توّج نضاله لأجل الأقصى وحمايته الى ان صار وبحق شيخ الأقصى ، ودفع ثمنا باهظا من سني حياته في السجون، ووضع قضية المقدسات على جدول الأعمال المحلي والعالمي، إلى جانب هذا التكريم علينا أن نذكر كل الشرفاء من السابقين الذين عملوا منذ البداية لصالح شعبهم ولأجل السلام والحياة الطيبة للجميع، علينا أن نذكر بأن النضال قبل خمسة عقود كان أصعب بكثير، وكانت الكلمة تكلف صاحبها لقمة عيشه، ولكن بفضل تلك الكلمات والتظاهرات والمقالات والقصص والأشعار الملتزمة تم شق الطريق الوعري أمام من جاؤوا من بعد، واكتسبت الجماهير من تجارب الأوائل، ولهذا من المؤسف أن نسمع أصواتاً بين حين وآخر تحاول إلغاء الآخر ممن سبق وحتى تخوينه واحتكار النضال والتاريخ، فالواجب هو احترام كل مساهمة كفاحية مهما كان مصدرها،علينا أن نسعى الى ما يجمع وليس إلى ما يفرق ،فالمشترك بيننا أكبر بكثير، وقوى الشر والعدوان لم تسترح بعد، وما زالت تسعى لالتهام ما تبقى لنا ولشعبنا من أرض ومن حقوق، ولهذا نحتاج الى مزيد من وحدة الصف واللحمة بين أبناء جميع الطوائف والأحزاب والحركات، كي نستطيع مواصلة معركة الصمود والبقاء في وطننا الذي ليس لنا ولن يكون لنا وطن سواه.

المصدر: الـعـرب.