-
دخول

عرض كامل الموضوع : الشباب المصري يطالب بالتغيير


brokenheart
09/08/2005, 12:26
في إطار سلسلة عن الشباب في الشرق الأوسط، يبحث موقع بي بي سي دور الشباب في حركة "كفاية"، الحركة المصرية الوليدة المطالبة بالديمقراطية.
يجلس رجال ملتحون ونساء محجبات يستمعون بتركيز لامراة شابة تحمل في يدها سيجارة وتسهب في الحديث أمام نحو خمسين من النشطاء الذين اكتظت بهم غرفة مكتب صغيرة في القاهرة.

الليلة ليلة السبت، والغرفة حارة في الوقت الذي يتناقش بعض أكثر الشباب المصري نشاطا سياسيا حول الخطوات القادمة التي يمكن أن تخطوها الحركة الموالية للديمقراطية، حركة "شباب من أجل التغيير".

والحركة الجديدة منبثقة من حركة كفاية الإصلاحية، وقد انخرطت بشكل مكثف في موجة من احتجاجات الشوارع المستمرة ضد الحكومة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلول المقبل
ورغم أن تلك الاحتجاجات صغيرة إلا أنها مازالت غير مسبوقة من حيث إقبال الشباب عليها، ومن حيث تكررها والنبرة التي تتخذها.

وقد شهدت بعض الاحتجاجات اشتباكات مع الشرطة ومع مؤيدي الرئيس حسني مبارك.

وبعض الذين يحضرون الاجتماعات من النشطاء المخضرمين، بينما آخرون يخطون خطواتهم الأولى في عالم السياسة في الوقت الذي يكاد يطغى الإحباط على المخاوف من التعرض للاعتقال.

"لا مستقبل"
محمد عراقي، 21 عاما، انضم إلى الحركة قبل عدة أشهر، ويقول "بالطبع أنا خائف ولكن ليس أمامي شيء آخر أفعله، فليس لدي حياة، ولا وظيفة، ولا مستقبل".

وتجمع حركة "شباب من أجل التغيير" يساريين إلى جانب إسلاميين إلى جانب ليبراليين، حيث توحد بينهم معارضتهم للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

ويتوق أعضاء الحركة لإنهاء حالة الطوارئ المطبقة في مصر منذ 23 عاما والتي ساعدت في الإبقاء على الرئيس مبارك في السلطة لأمد أطول من أعمار البعض منهم.

ويقول محمد "إن شباب التغيير منفعلون للغاية، يريدون أن يفعلوا كل شيء، ولكن حركة كفاية تقول لنا: اصبروا - تحركوا ببعض من ضبط النفس، لأنهم لا يريدوننا أن نعتقل جميعا".

جدل
كما أن المجموعة لديها خبرات تكنولوجية، وتنقل رسائلها عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية عبر التليفون المحمول وكذلك عبر غرف الدردشة على الإنترنت.

ولكن أحد أكبر التحديات التي تواجهها هي تطبيق معتقدها الديمقراطي في صورة ممارسة.

ويقول محمد "يدور الكثير من الجدل داخل اجتماعاتنا - وفي الاجتماع الأخير كادت تنشب مشاجرة".

وكان الجدل حول ما إذا كان ينبغي تمديد صلاحية عمل لجنة انتخبت لمدة شهر، وكان الاقتراح بتمديد الصلاحية لأن انتخاب اللجنة من أساسه استغرق وقتا طويلا.

والشباب الذين يشتركون في هذه الحجرة أمر غير معتاد في مصر، إذ يقول محمد إن أصدقاءه وأسرته "ينظرون إليه على أنه كائن غريب".

فاللامبالاة بسبب الإحباط وكذلك الاتجاه إلى مسايرة الحياة وعدم السعي لتغيير المستحيل هي الأمور المسيطرة على جيله.

"غير مهتم"
وفي مقهى مكيف الهواء بوسط القاهرة، يحتسي شباب من الطبقة المتوسطة الكابتشينو أثناء انكبابهم على اللاب توب (الكمبيوتر المحمول) وبعضهم يدخن الشيشة. ويبحث ثلاثة من الشباب وضع البلاد.

تقول سلمى محمود البالغة التاسعة عشرة من عمرها "أشعر بخيبة أمل تامة، ففي أي بلد آخر الطلاب هم القوى التي تقف وراء التغيير في السياسة، ولكننا ليس لنا أي دور هنا".
كفاية؟ لا أعرف كيف شكلوا هذه الحركة. إذا أردت الاشتراك فيها لا أستطيع لأني لا أعرف أي شخص فيها، لو كنت أقدر لاشتركت".

ويقول أحمد عصمت، 17 عاما، إنه يريد أن يصبح دبلوماسيا، ويضيف "في الوقت الراهن أنا غير مهتم بالسياسة هنا في مصر لأنه حينما يظل زعيم محتفظا بالسلطة لأمد طويل، تنضب لديه الخطط الجديدة. أعتقد أنه يتعين أن يترك مبارك منصبه لشخص أصغر يفهم حاجات الشعب بصورة أفضل".

"صعب جدا"
غير أن ريم رفعت محمد فهمي، 17 عاما، تقول إنها تحب السياسة، وإنها عموما راضية على الحكومة.

وتضيف "هناك الكثير من الديمقراطية - وإن كان يجب أن يكون لدينا المزيد. ولكننا راضون، فحياتنا جيدة".

كنت في الماضي أعتقد أن الثورة هي الحل، ولكن شعبنا غير مصمم للثورة، إنهم أكسل من القيام بهذا النوع من الثورة

فاطمة - ناشطة نسائية
وتتابع قائلة "في أحلامي آمل أن أصبح رئيسة لمصر"، ولكنها تضيف أنه حتى الانضمام إلى حزب سياسي "صعب جدا"، وتقول "إنك تحتاج لشخص في السياسة يساعدك على الدخول إلى هذا المجال".

وقد اقترحت الحكومة إصلاحات دستورية تسمح لمرشحين من المعارضة بخوض الانتخابات الرئاسية التي تجرى في سبتمبر/أيلول.

ولكن الإصلاحات كان بها من الثغرات والشروط ما جعل حركة كفاية ترفضها مباشرة، ومع ذلك أغلب هؤلاء الطلبة يتشككون في إمكان أن تسير الأمور بصورة أسرع.

يعتقد أحمد أنه ربما تمر ست سنوات أو نحو ذلك قبل أن يظهر منافس رئاسي بديل، ويقول "هذه السنوات قد تكون التضحية التي يتعين علينا بذلها للدخول إلى حقبة جديدة".

"غير مصمم للثورة"
ولكن حتى بين الأكثر التزاما بالعمل على التغيير، هناك شعور بعدم الجدوى بشأن المظاهرات.

ليلى أحمد، 27 سنة، كانت ناشطة مع حزبين معارضين مختلفين خلال سنين المراهقة وأوائل العشرينات وهي الآن ناشطة مطالبة بحقوق المرأة، ولكن ليس لديها الكثير من الأمل في حركة الإصلاح.

وتقول ليلى "الشباب يخرج في المظاهرات ويرجعون إلى بيوتهم وهم راضون عن أنفسهم، إذ يشعرون أنهم قاموا بشيء ما، ولكنهم لا يفهمون أن المظاهرات، على أهميتها، ليست سوى الخطوة الأولى".

وتشير ليلى إلى المهمة الضخمة المتمثلة في تغيير العقلية، خاصة مع سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام والتلفزيون، "الذي لا يقول شيئا".

وتضيف "كنت في الماضي أعتقد أن الثورة هي الحل، ولكن شعبنا غير مصمم للثورة، إنهم أكسل من القيام بهذا النوع من الثورة التي تغير المجتمع والحكومة والدولة".

وحينما يتعلق الأمر بالنتائج السياسية الملموسة، حتى محمد العراقي من شباب التغيير غير متأكد، إذ يقول "أنا هنا لأنني أؤمن بالديمقراطية، أؤمن بالحرية، وأؤمن بالعالم الحديث. ولكن ماذا سنحقق؟ لا استطيع أن أضمن أي شيء، إنما آمل
:confo: