sweetbaby
09/08/2005, 04:17
يجمع العديد من المراقبين على ان ماليزيا تشكل حقا نموذجا يحتذى لدول العالم الاسلامي الراغبة في النهضة وتحقيق نمو اقتصادي سريع في فترة زمنية قياسية??? ربما تكون مذهلة??? فماليزيا نجحت خلال عقدين من الزمن في تخطي عدد من العقبات الهائلة التي كانت مرشحة لعرقلة تطور البلاد لو كان الحديث عن اية دولة اخرى??? لتصل الى مصاف الدول الصناعية المتقدمة??فبالاضافة الى التعايش السلمي بين اصحاب الاديان والمعتقدات المختلفة??? تسلم مقاليد الحكم في البلاد شخص يتميز بعبقرية نادرة هو رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الذي ركز جميع جهوده على امر واحد هو تحويل ماليزيا الى احدى اهم دول منطقة جنوب شرق آسيا??? واللافت انه وعلى الرغم من محدودية الموارد الطبيعية التي تملكها ماليزيا مقارنة بالعديد من الدول العربية والاسلامية الاخرى الا انها استطاعت الدخول بجسارة وقوة الى نادي النمور الآسيوية وتحقيق قفزات ما كان احد يصدق انه بامكانها تحقيقها في هذا الزمن القياسي??? فالشركات الماليزية دخلت مجالات الصناعات التكنولوجية والثقيلة من اوسع ابوابها??? وتتراوح ما تنتجه هذه الشركات التي بدأت صناعاتها تغزو جميع دول العالم وتظهر منافسة قوية بين اجهزة الكمبيوتر والاجهزة الكهربائية بمختلف انواعها مرورا بالآلات الصناعية التي تستخدم في الصناعات الثقيلة وانتهاء بالسيارات والباصات والشاحنات والدراجات النارية??? وبالنسبة للعديد من المطلعين على الشأن الماليزي فان الاستقرار السياسي الذي شهدته الدولة الماليزية والذي ساهم في بلورته انشغال الساسة الماليزيين بالتنمية وتجنبهم للخلافات السياسية لعب دورا حاسما في ايصال البلاد الى ما هي عليه الآن??? اما العامل الآخر الذي لا يقل اهمية عن العامل الاول فهو الخطط الناجحة التي وضعها القائمون على الدولة تحت اشراف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لتحويل تلك الدولة الى بلد عصري يملك جميع مقومات النجاح والاستمرار فبالاضافة الى التسهيلات الضريبية الكبيرة للراغبين في الاستثمار هناك والقيود المخففة على العمل والاقامة فانه ليس من الصعب لاصحاب رؤوس الاموال المتوسطة والصغيرة دخول السوق الماليزي كمستثمرين والعمل هناك بسهولة ويسر وتحقيق نجاحات متوالية دون المرور بكل تلك التعقيدات البيروقراطية المزعجة التي لا تخفى حتما عن المستثمرين عابري القارات??? وتتميز ماليزيا بدرجة كبيرة من الامان والاستقرار اللذين تحسدان عليهما??? ففي عالم ما بعد الـ 11 من سبتمبر??? حيث اصبح الحفاظ على الأمن هاجس الجميع افرادا ودولا وحكومات يلحظ الزائر لماليزيا ان درجة الامان هناك مطمئنة إلى حد كبير رغم كل ما يقال عن تلك المنطقة وانتشار اعضاء شبكة تنظيم القاعدة فيها??? ولعل اكبر دليل على هذا الامان هو توافد ملايين السياح الاجانب سنويا الى هناك وبأعداد تزداد يوما بعد يوم رغم ما يقال عن انحسار حركة السياحة عالميا .