-
دخول

عرض كامل الموضوع : الظلم


شكو زولو
28/05/2008, 09:41
كل إنسان ظالم ومظلوم. ظالم لأنّه قلّما يُحِبّ. يحبّ نفسه في الآخَرين. لذا كل مواقفه تقريباً مشوبة بالظلم، بالغرضيّة. ومظلوم لأنّ الآخَرين قلّما يحبّونه. يحبّون ما له إن كان ينفعهم. كلٌّ يسيء إلى سواه ويُسَاء إليه، عن وعي وعن غير وعي. طبعاً الناس حسّاسون لأنواع من الظلم أكثر من سواها. حسّاسون، مثلاً، للظلم السياسي، يحتجّون ويثورون حيث أمكنهم. وحيثما كانوا عاجزين ثارت أحاسيسهم وانفعالاتهم وربما تعابيرهم الكلامية. الحقيقة الحقيقة أنّ المرء قلّما يلجأ لردّ الظلم إلاّ بالظلم. القول "إنّ البادي أظلم" يؤكّد تبادل الظلم ويبرّر ردّ الفعل الظالم بما حرّكه. لكنْ يبقى الإنسان في كِلا الحالين، الفعل وردّ الفعل، أسير الظلم. الحلقة مفرغة. ثمّ ما الفرق بين أن تلغي امرءاً في جسده وأن تلغيه في نفسك؟ مبدأ القتل في النفس قائم. أن تقتله في الجسد متوقّف على ما إذا كنت تملك الوسيلة وظرفُك يسمح لك.
خطأٌ الظنّ، إذاً، أن عالمنا خراف وذئاب. كلّنا خراف ذئبيّة. النفس حاملةٌ الحقّ والباطل في آن، الشيءَ ونقيضه، الحياةَ والموت. "ليس صالح ولا واحد". طالما الإنسان راتع في اللاحبّ، في عشقه لذاته، فالظلم لديه حتميّة.
حتى القوانين ظالمة. إذا حكم القاضي على القاتل بالقتل أو على السارق بالسجن أيكون عادلاً؟ أجل، يكون عادلاً من جهة ما هو لاعتبارات القانون ولكنْ ظالماً من جهة ما هو للإنسان. قلّما يبالي القاضي بتاريخ الجاني مهما كان مأساوياً. لا يهمّه كيف ربّاه والداه، كيف عاملته بيئته، كيف أنشأته مدرسته. ما هي الدوافع العميقة التي دفعته إلى القتل أو إلى السرقة؟ رغم ذلك تبقى القوانين، حيث انتفى الحبّ، لازمة لإخافة الناس، لردعهم. لكنَّ القانون ليس حلاًّ للظلم. عدالة القانون تبقى منقوصة، لا إنسانية. خنقُ الظلم لا يكون بخنق صاحبه. طالما لم يكن الهمّ إصلاح الإنسان، أو بكلام آخر خلاص الإنسان، فالقانون تعريفٌ بالخطيئة الاجتماعية ومسعى إلى الحدّ من تفاقمها لا غير، مهما كان القاضي، أحياناً، رؤوفاً.
حياتنا هنا، إذاً، مجبولة بالظلم. العدالة الحقّ وليدة البرّ، والبرّ، أي الرضى الإلهي، وليد المحبّة. فقط بالمحبّة الإلهية المترجَمة بشريّاً يُقْضَى على الظلم. كل قانون مآله المحبّة ولا قيمة له في ذاته. هو بديل سيّء عن المحبّة للذين لا تستهويهم المحبّة.
رغم ذلك الإنسان قادر بالله على أن يحوّل الظلم، مهما قسا، إلى شيء نافع، لا بل إلى شيء نافع جدّاً. صدّق أو لا تصدّق: الظلم علاج لازم للمحبّة! كيف؟ المحبّة لكي يكون لها موضع في القلب بحاجة إلى نفس نقيّة. في النفس الكثير من الخَبَث، الكثير من النجاسة، الكثير من الأوساخ. الخطايا التي يرتكبها الإنسان، النوايا الشرّيرة التي يحتضنها لا تتبخّر كأنّها لم تكن بل تبقى ترسّباتها كما في صندوق قمامة في النفس. هذه بحاجة لأن تتنظّف النفسُ منها، لأن تتنقّى، وإلاّ تكون سبب علل كثيرة والتهابات عديدة في النفس والجسد معاً. التنقية تكون بالتوبة، بالاعتراف. وتكون أيضاً بقبول الظلم. الظلم مجال تنقوي ممتاز. بالظلم تجري في النفس عملية تكفير. والتكفير تطهير لاتّضاع صاحبه، إن اتّضع. التكفير تنقية. لذا كان قبول الظلم، دونما سعي إلى الانتقام ودونما لجوء إلى التذمّر، مساعداً في تنظيف النفس مما علق فيها من أرجاس وأدناس. يسوع قَبِل الظلم وهو البريء ليعطينا في نفسه مثالاً لكيفية التعامل مع الظلم الواقع علينا كل يوم. لسان حاله كان: "اغفر لهم يا أبتاه لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون". الظلم النافع لا تقبله لأنّك عاجز بل لأنّك قادر. تقبله عن قوّة نفس لأنّك لا تشاء أن تردّ الظلم بالظلم، ولا الشرّ بالشرّ، بل الظلم بالحبّ والشرّ بالخير. هذا ما أفرع لدى يسوع القيامة. وهذا ما يُفرع لدينا المحبّة. حين تأبى أن تكون ذئباً وتلزم جانب الخراف فإنّك، إذ ذاك، تتشبّه بالمعلّم، بحَمَل الله الرافع خطيئة العالم، تنرفع خطيئتك.
ليس أعظم من قبول الظلم دواء. هذا مسرى الكبار وحدهم. المسيحي، في نهاية المطاف، هو مَن يقبل الظلم كَمَنْ يستأهله. النفس التي تقبل الظلم تتّضع، تشفّ، تقوى، تتشدّد، تتجدّد، تلامس اللاهوى. لا تعود عرضة للأهواء تعبث بها. إذ تتعرّض للنار تصير بلّورية، شفّافة، نورانية. تتألّه. تقتني صفات إلهية. تستحيل مسكناً لنعمة الله. الله لا يقيم إلاّ في النقاوة. الظلم، بهذا المعنى، نار منقّية ونار حافظة. جحيم فردوسي!
على هذا النحو يستحيل الظلم أداة خلاصية. كما بالصليب أتى الفرح إلى كل العالم، كذلك بالظلم تأتي العدالة المحبّية إلى كل العالم.
هذا ما ارتضى يسوع أن يسكب نفسه فيه. سكب نفسه للموت فأفرعت محبّته قيامةَ حياة. اقتبل الظلم فنشر عدالة إلهية. صرنا نختبر الندى في آتون النار. أتانا الفرح في وسط الأحزان. في العدم اختبرنا الوجود. في القسوة عرفنا اللَطَف. "مكتئبين في كل شيء لكنْ غير متضايقين. متحيِّرين لكنْ غير يائسين، مضطهَدين لكنْ غير متروكين، مطروحين لكنْ غير هالكين" (2 كو 4: 8 – 9).
هكذا جهَّل يسوع حكمة هذا العالم وجعل الحجر الذي رذله البنّاؤون رأساً للزاوية.

يبقى الظلم بين الناس ممجوجاً. أما نحن فقد عرفنا أن نقتبل كل شيء في كل ظرف للمنفعة. لذا بات كلّ شيء يعمل معاً للخير للذين يحبّون الله بيننا.</SPAN> الأرشمندريت توما (بيطار)
رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما

مسلم محب
31/05/2008, 16:06
الظلم مرح وان كان كثير في مجتمعنا ولكن الاسلام جاء ليقضي على الظلم ويحارب الظالمين قال تعالى(وما كان الله ليظلمهم ولكن كانو انفسهم يظلمون
وقال عليه السلام في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا
ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها

شكو زولو
31/05/2008, 20:05
الظلم مرح وان كان كثير في مجتمعنا ولكن الاسلام جاء ليقضي على الظلم ويحارب الظالمين قال تعالى(وما كان الله ليظلمهم ولكن كانو انفسهم يظلمون
وقال عليه السلام في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا
ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها

يا اخي مسلم محب كل الأديان السماوية تقاوم الظلم

و مقاومة الظلم ليست حكراً على دين دون الآخر :D