وائل 76
14/05/2008, 00:18
قليل من الابتهاج يأخذ لبنان لحرب أهلية
محمد شراب
حقائق المؤامرات تختفي دوماً خلف الكواليس ولا يمكن اكتشافها عبر شاشات الفضائيات التي تعرض الظاهر ومن ثم يأتي التحليل بناء عليه ..!
الظاهر يقول أن هناك اختلافا سياسيا بين قوى المعارضة والموالاة في لبنان .. هذا الاختلاف تحول إلى خلاف في الشارع بين أنصار كلا الفريقين .. سجلوا هذه الملاحظة عندكم لأنه سيترتب عليها أمور كثيرة ..
الظاهر يقول أيضاً : أن المعارضة استطاعت تحقيق نقطة لصالحها من خلال السيطرة على معظم أحياء مدينة بيروت ومنطقة الجبل ، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن القوة العسكرية في صالح المعارضة إن استخدمت هذه الأداة في الصراع السياسي الدائر في لبنان ..
هذا عن الظاهر .. فماذا عن المؤامرة الخفية ؟!..
هي ليست خفية تماما كما يظن البعض ، ولكنها متوارية في ظل سببه ضوء مسلط على الأحداث الصاخبة الجارية في الساحة اللبنانية .. وإن أضفنا إلى هذا التواري سوء الفهم المعتاد في تحليل المؤامرات التي تُدبر ضدنا ، تُصبح المؤامرة خفية تماماً حتى لو تم تسليط الضوء عليها بشكل مباشر ..
تحليل المؤامرة عند الفريقين المتصارعين في لبنان هو كالتالي :
فريق المعارضة يعتقد أن الأمريكان والصهاينة والسعودية ومصر ، يدبرون مؤامرة لنزع سلاح حزب الله بيد فريق المولاة .. لكن فريق المعارضة واثق من أنه سيُفشل هذه المؤامرة لأنه الأقوى عسكرياً ..
أما فريق المولاة فيعتقد أن إيران وسوريا يدبران مؤامرة للسيطرة على لبنان من خلال فريق المعارضة وبسلاح حزب الله .. ولكنهم يراهنون على أن ذلك لن يتم تحت أي ظرف لأن أمريكا والصهاينة سيحركون المجتمع الدولي والعربي أيضاً وسيتدخل الجميع للتصدي لحزب الله ومن ثم نزع سلاحه واقتلاع الشوكة الإيرانية في المنطقة ..
العالم العربي منقسم إلى فريقين كل فريق يؤيد المؤامرة التي تتماشى مع هواه ، بل ويساهم في تقديم الأدلة والقرائن التي تؤيد نظرته للمؤامرة .. هذه المساهمة متوقعة وهناك من يركن عليها لتحقيق الهدف الأكبر وهو نجاح المؤامرة الحقيقية التي يتعمد الجميع تجاهلها بغض الطرف عنها سواء بقصد أو بدون قصد ..
المؤامرة الحقيقية يقف ورائها العدو الصهيوني وهدفها نشوب حرب أهلية طاحنة في لبنان .. هذا الأسلوب أصبح معتمدا لدى الصهاينة والأمريكان بعد أن حقق نجاحاً ملحوظاً في العراق .. فالصهاينة لا يهمهم من ينتصر في الحرب الأهلية لأنهم يعرفون جيدا أن الحروب الأهلية لا يوجد فيها منتصر .. أما ما يهمهم حقاً هو أن تستمر هذه الحرب لأطول فترة ممكنة لأنها تضعف الدولة التي تجاورهم .. فلا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني معني جدا بأن يكون محيطه دولاً ضعيفة عسكرياً واقتصاديا وسياسياً ، حتى لو كانت هذه الدول يتزعمها عملاء للصهاينة .. بل وأكثر من هذا ، حتى لو كانت شعوب هذه الدول من كبيرها إلى صغيرها خدماً وعبيداً للصهاينة .. فالسيد لن يريحه تمتع عبده بالقوة لأنه قد يفقد السيطرة عليه وربما تحول إلى عدواً أو ندا له في أحسن الأحوال ، وهذا ما لا تقبله العنصرية الصهيونية تحت أي ظرف ..!
الصهاينة يقرءون الحالة اللبنانية جيدا ويعرفون أن فريق المولاة الموالي لهم في لبنان لن يستطيع النصر في حرب أهلية حتى لو تم إمداده بالسلاح وأصبح متفوقاً عسكريا لأن الرغبة القتالية ليست متوفرة عند عناصره .. بل هم معنيون أن لا يكون في هذه الحرب منتصرا لأن هذا يعني قصر زمن المواجهة ، وهو أمر لا يتماشى مع الهدف الحقيقي للمؤامرة ، ألا وهو نشوب حرب أهلية تستمر لزمن طويل تضعف لبنان وتفتت موقف العالم العربي بين مؤيد ومعارض ومحايد ..!
كي يطول أمد الحرب الأهلية يجب أن لا تكون هذه الحرب بين فريقين اثنين كي لا تتوقف بسبب مبادرة مصالحة أو بنصر أحدهما على الأخر كما هو متوقع .. إذاً المطلوب هو انقسام الطرفين السياسيين إلى أقسام عدة و يفضل أن يحدث هذا طائفياً لأنه يناسب واقع الحال في لبنان .. لكن كيف يحدث هذا ؟! ..
كي تدخل لبنان في حرب أهلية طائفية تستمر لسنوات طويلة ، يجب خلق مزاج وتهيئة نفسية للشعب اللبناني ليُشعل في نفسه هذه الحرب رغما عن إرادته .. لاحظوا أن حتى ساعة كتابة موضوعي هذا لم يحدث انفجارا في حسينية شيعية ولا مسجدا سنياً .. ولاحظوا أيضاً أنه لم يخطف مجهولين حافلة ويذبحوا من فيها على هويتهم الطائفية .. وكذلك لاحظوا أن أحياء لبنان لم تشرق شمسها بعد على عدد من الجثث مجهولة الهوية لرجال ونساء وأطفال ذبحوا بعد أن تم تقييد أيديهم أرجلهم ..!
تبدأ فصول المؤامرة بالإيعاز لعملاء الصهاينة في لبنان باستدراج المعارضة عسكرياً إلى شوارع المدن وعلى رأسها حزب الله الأقوى عسكرياُ .. بعدها ستسيطر المعارضة على الشارع كما هو متوقع وحادث لإيجاد عنوان مفاده ، حزب الله يسيطر على لبنان بالقوة المسلحة .. هذا العنوان سيتم تداوله غربيا ليبدو لبنان تحت سيطرة منظمة إرهابية تضمر الشر للعالم المتحضر الساعي للسلام ! .. أما العنوان الذي سيتم تداوله إقليميا ومحلياُ ، فسيكون الشيعة يسيطرون على لبنان السنية ..!
العنوان الأخير سيعززه تصرفات بعض الشيعة كالمنتمين لحركة أمل أو غيرها أثناء ابتهاجهم الاستفزازي بالنصر الذي حققته المعارضة في مواجهات الشوارع .. لكن هذه التصرفات ستُحسب على حزب الله حتى لو أدانها وتنصل منها لأنه يقود فريق المعارضة بكل أطيافه .. أما الدروز الذين أشعلوا الساحة اللبنانية فسيبدون جبنهم المعتاد وسيظهرون ضعفاً وانكسارا ، ثم يتنصلون من الأمر كله بحجة أن موقفهم من الأزمة في لبنان سياسياً وليس طائفياً كما هو الحال بين الشيعة والسنة !! ..
عندما ينتهي هذا الفصل على النحو الذي ذكرت ، يمكنني القول حينها أن مزاج الشعب اللبناني أصبح مهيئا لحرب أهلية طويلة الأمد ستأكل الأخضر واليابس .. لكن اشتعال هذه الحرب يحتاج لشرارة صغيرة لابد منها كي تبدأ الكرة في التدحرج نحو الهاوية .. وهنا يأتي دور الدروز أهم وأخلص حليف للصهاينة في لبنان ..
رجال وليد جنبلاط وجعجع لم يتدربوا في الكيان الصهيوني ليخوضوا حرب عصابات كما يظن البعض ، فحرب العصابات تحتاج لعدد كبير وأرض محصنة وهو ما لا يتوفر للعملاء في لبنان .. هم تدربوا على إعداد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وأحدث أساليب الاغتيال والتعقب والتخفي .. لذا من السهل عليهم الآن وضع سيارة مفخخة بجوار مقر ديني شيعي ثم يتصلون بعدها بوسائل الإعلام بأسماء وهمية تدعي تنفيذ عمليتها بدافع الانتقام لآل السنة في لبنان !..
قد يقول قائل إن حزب الله ذكي وبالتأكيد لديه معلومات حول هذا وسيسارع على الفور لاتهام الصهاينة بالحادث قبل ظهور نتائج التحقيق .. نعم هذا الصحيح ولكنه حتى لو فعل فلن يغير من الأمر شيئا لأن مظاهر الابتهاج والفرح التي سيبديها بعض المحسوبين على السنة والذين قد يتطوع بعضهم لتبني الحادث ، سيخلق مزاجا عند بعض الشيعة كحركة أمل على سبيل المثال ليردوا على الحادث بأسلوب يتقنونه جيداً لخبرتهم التاريخية فيه ، وقد يسبقهم عملاء الصهاينة ليردوا نيابة عنهم بنفس الأسلوب الذي قاموا به مع السنة في بداية الأمر .. حينها سيبتهج بعض الشيعة كما ابتهج بعض السنة .. ثم يتوالى الابتهاج والسرور بشكل متبادل ليكمل كلا الفريقين ما بدءه العملاء وكل طرف يوجه إصبع الاتهام للطرف الأخر بأنه هو البادئ .. بعدها ينتقل الجميع إلى مربع الأحزان والنواح والرغبة في الثأر التي لن تتحقق إلا بالإبادة الشاملة كما سيعتقد الطرفين آن ذاك .. ولكنهما سيدركان في نهاية الأمر أن الإبادة فكرة مستحيل تحقيقها ، إلا أن هذا الإدراك لن يأتي إلا بعد سنوات طويلة ودماء وضحايا كثيرة ..!
كل هذا سيحدث والعرب منقسمين لأربعة أقسام ، قسمان يجلسان كمن يتفرج على مصارعة قديمة في أحد المدرجات الرومانية ، كل قسم يشجع الفريق الذي يناسبه بكل ما أوتي من مقالات وخطابات وفتاوى وأغاني إن لزم الأمر ، بينما يجلس القسم الثالث على الحياد مبدياً أسفه وخيبة أمله مما يحدث في لبنان .. أما القسم الرابع فلا علم له بوجود دولة اسمها لبنان على الخريطة !.
محمد شراب
حقائق المؤامرات تختفي دوماً خلف الكواليس ولا يمكن اكتشافها عبر شاشات الفضائيات التي تعرض الظاهر ومن ثم يأتي التحليل بناء عليه ..!
الظاهر يقول أن هناك اختلافا سياسيا بين قوى المعارضة والموالاة في لبنان .. هذا الاختلاف تحول إلى خلاف في الشارع بين أنصار كلا الفريقين .. سجلوا هذه الملاحظة عندكم لأنه سيترتب عليها أمور كثيرة ..
الظاهر يقول أيضاً : أن المعارضة استطاعت تحقيق نقطة لصالحها من خلال السيطرة على معظم أحياء مدينة بيروت ومنطقة الجبل ، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن القوة العسكرية في صالح المعارضة إن استخدمت هذه الأداة في الصراع السياسي الدائر في لبنان ..
هذا عن الظاهر .. فماذا عن المؤامرة الخفية ؟!..
هي ليست خفية تماما كما يظن البعض ، ولكنها متوارية في ظل سببه ضوء مسلط على الأحداث الصاخبة الجارية في الساحة اللبنانية .. وإن أضفنا إلى هذا التواري سوء الفهم المعتاد في تحليل المؤامرات التي تُدبر ضدنا ، تُصبح المؤامرة خفية تماماً حتى لو تم تسليط الضوء عليها بشكل مباشر ..
تحليل المؤامرة عند الفريقين المتصارعين في لبنان هو كالتالي :
فريق المعارضة يعتقد أن الأمريكان والصهاينة والسعودية ومصر ، يدبرون مؤامرة لنزع سلاح حزب الله بيد فريق المولاة .. لكن فريق المعارضة واثق من أنه سيُفشل هذه المؤامرة لأنه الأقوى عسكرياً ..
أما فريق المولاة فيعتقد أن إيران وسوريا يدبران مؤامرة للسيطرة على لبنان من خلال فريق المعارضة وبسلاح حزب الله .. ولكنهم يراهنون على أن ذلك لن يتم تحت أي ظرف لأن أمريكا والصهاينة سيحركون المجتمع الدولي والعربي أيضاً وسيتدخل الجميع للتصدي لحزب الله ومن ثم نزع سلاحه واقتلاع الشوكة الإيرانية في المنطقة ..
العالم العربي منقسم إلى فريقين كل فريق يؤيد المؤامرة التي تتماشى مع هواه ، بل ويساهم في تقديم الأدلة والقرائن التي تؤيد نظرته للمؤامرة .. هذه المساهمة متوقعة وهناك من يركن عليها لتحقيق الهدف الأكبر وهو نجاح المؤامرة الحقيقية التي يتعمد الجميع تجاهلها بغض الطرف عنها سواء بقصد أو بدون قصد ..
المؤامرة الحقيقية يقف ورائها العدو الصهيوني وهدفها نشوب حرب أهلية طاحنة في لبنان .. هذا الأسلوب أصبح معتمدا لدى الصهاينة والأمريكان بعد أن حقق نجاحاً ملحوظاً في العراق .. فالصهاينة لا يهمهم من ينتصر في الحرب الأهلية لأنهم يعرفون جيدا أن الحروب الأهلية لا يوجد فيها منتصر .. أما ما يهمهم حقاً هو أن تستمر هذه الحرب لأطول فترة ممكنة لأنها تضعف الدولة التي تجاورهم .. فلا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني معني جدا بأن يكون محيطه دولاً ضعيفة عسكرياً واقتصاديا وسياسياً ، حتى لو كانت هذه الدول يتزعمها عملاء للصهاينة .. بل وأكثر من هذا ، حتى لو كانت شعوب هذه الدول من كبيرها إلى صغيرها خدماً وعبيداً للصهاينة .. فالسيد لن يريحه تمتع عبده بالقوة لأنه قد يفقد السيطرة عليه وربما تحول إلى عدواً أو ندا له في أحسن الأحوال ، وهذا ما لا تقبله العنصرية الصهيونية تحت أي ظرف ..!
الصهاينة يقرءون الحالة اللبنانية جيدا ويعرفون أن فريق المولاة الموالي لهم في لبنان لن يستطيع النصر في حرب أهلية حتى لو تم إمداده بالسلاح وأصبح متفوقاً عسكريا لأن الرغبة القتالية ليست متوفرة عند عناصره .. بل هم معنيون أن لا يكون في هذه الحرب منتصرا لأن هذا يعني قصر زمن المواجهة ، وهو أمر لا يتماشى مع الهدف الحقيقي للمؤامرة ، ألا وهو نشوب حرب أهلية تستمر لزمن طويل تضعف لبنان وتفتت موقف العالم العربي بين مؤيد ومعارض ومحايد ..!
كي يطول أمد الحرب الأهلية يجب أن لا تكون هذه الحرب بين فريقين اثنين كي لا تتوقف بسبب مبادرة مصالحة أو بنصر أحدهما على الأخر كما هو متوقع .. إذاً المطلوب هو انقسام الطرفين السياسيين إلى أقسام عدة و يفضل أن يحدث هذا طائفياً لأنه يناسب واقع الحال في لبنان .. لكن كيف يحدث هذا ؟! ..
كي تدخل لبنان في حرب أهلية طائفية تستمر لسنوات طويلة ، يجب خلق مزاج وتهيئة نفسية للشعب اللبناني ليُشعل في نفسه هذه الحرب رغما عن إرادته .. لاحظوا أن حتى ساعة كتابة موضوعي هذا لم يحدث انفجارا في حسينية شيعية ولا مسجدا سنياً .. ولاحظوا أيضاً أنه لم يخطف مجهولين حافلة ويذبحوا من فيها على هويتهم الطائفية .. وكذلك لاحظوا أن أحياء لبنان لم تشرق شمسها بعد على عدد من الجثث مجهولة الهوية لرجال ونساء وأطفال ذبحوا بعد أن تم تقييد أيديهم أرجلهم ..!
تبدأ فصول المؤامرة بالإيعاز لعملاء الصهاينة في لبنان باستدراج المعارضة عسكرياً إلى شوارع المدن وعلى رأسها حزب الله الأقوى عسكرياُ .. بعدها ستسيطر المعارضة على الشارع كما هو متوقع وحادث لإيجاد عنوان مفاده ، حزب الله يسيطر على لبنان بالقوة المسلحة .. هذا العنوان سيتم تداوله غربيا ليبدو لبنان تحت سيطرة منظمة إرهابية تضمر الشر للعالم المتحضر الساعي للسلام ! .. أما العنوان الذي سيتم تداوله إقليميا ومحلياُ ، فسيكون الشيعة يسيطرون على لبنان السنية ..!
العنوان الأخير سيعززه تصرفات بعض الشيعة كالمنتمين لحركة أمل أو غيرها أثناء ابتهاجهم الاستفزازي بالنصر الذي حققته المعارضة في مواجهات الشوارع .. لكن هذه التصرفات ستُحسب على حزب الله حتى لو أدانها وتنصل منها لأنه يقود فريق المعارضة بكل أطيافه .. أما الدروز الذين أشعلوا الساحة اللبنانية فسيبدون جبنهم المعتاد وسيظهرون ضعفاً وانكسارا ، ثم يتنصلون من الأمر كله بحجة أن موقفهم من الأزمة في لبنان سياسياً وليس طائفياً كما هو الحال بين الشيعة والسنة !! ..
عندما ينتهي هذا الفصل على النحو الذي ذكرت ، يمكنني القول حينها أن مزاج الشعب اللبناني أصبح مهيئا لحرب أهلية طويلة الأمد ستأكل الأخضر واليابس .. لكن اشتعال هذه الحرب يحتاج لشرارة صغيرة لابد منها كي تبدأ الكرة في التدحرج نحو الهاوية .. وهنا يأتي دور الدروز أهم وأخلص حليف للصهاينة في لبنان ..
رجال وليد جنبلاط وجعجع لم يتدربوا في الكيان الصهيوني ليخوضوا حرب عصابات كما يظن البعض ، فحرب العصابات تحتاج لعدد كبير وأرض محصنة وهو ما لا يتوفر للعملاء في لبنان .. هم تدربوا على إعداد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وأحدث أساليب الاغتيال والتعقب والتخفي .. لذا من السهل عليهم الآن وضع سيارة مفخخة بجوار مقر ديني شيعي ثم يتصلون بعدها بوسائل الإعلام بأسماء وهمية تدعي تنفيذ عمليتها بدافع الانتقام لآل السنة في لبنان !..
قد يقول قائل إن حزب الله ذكي وبالتأكيد لديه معلومات حول هذا وسيسارع على الفور لاتهام الصهاينة بالحادث قبل ظهور نتائج التحقيق .. نعم هذا الصحيح ولكنه حتى لو فعل فلن يغير من الأمر شيئا لأن مظاهر الابتهاج والفرح التي سيبديها بعض المحسوبين على السنة والذين قد يتطوع بعضهم لتبني الحادث ، سيخلق مزاجا عند بعض الشيعة كحركة أمل على سبيل المثال ليردوا على الحادث بأسلوب يتقنونه جيداً لخبرتهم التاريخية فيه ، وقد يسبقهم عملاء الصهاينة ليردوا نيابة عنهم بنفس الأسلوب الذي قاموا به مع السنة في بداية الأمر .. حينها سيبتهج بعض الشيعة كما ابتهج بعض السنة .. ثم يتوالى الابتهاج والسرور بشكل متبادل ليكمل كلا الفريقين ما بدءه العملاء وكل طرف يوجه إصبع الاتهام للطرف الأخر بأنه هو البادئ .. بعدها ينتقل الجميع إلى مربع الأحزان والنواح والرغبة في الثأر التي لن تتحقق إلا بالإبادة الشاملة كما سيعتقد الطرفين آن ذاك .. ولكنهما سيدركان في نهاية الأمر أن الإبادة فكرة مستحيل تحقيقها ، إلا أن هذا الإدراك لن يأتي إلا بعد سنوات طويلة ودماء وضحايا كثيرة ..!
كل هذا سيحدث والعرب منقسمين لأربعة أقسام ، قسمان يجلسان كمن يتفرج على مصارعة قديمة في أحد المدرجات الرومانية ، كل قسم يشجع الفريق الذي يناسبه بكل ما أوتي من مقالات وخطابات وفتاوى وأغاني إن لزم الأمر ، بينما يجلس القسم الثالث على الحياد مبدياً أسفه وخيبة أمله مما يحدث في لبنان .. أما القسم الرابع فلا علم له بوجود دولة اسمها لبنان على الخريطة !.